لم تكن الغبيري المدينة الوحيدة التي انتفضت على الإستئثار الحزبي بقرار البلديات، ولم تعبّر وحدها عن حالة الرفض والتذمر من السيطرة الحزبية على العمل البلدي في لبنان، ولكنها من البلديات التي رفضت وما زالت ترفض منطق الإستيلاء على البلديات بسطوة السلاح والسلطة والقوة ومنطق تجيير العمل البلدي لمآرب الحزب وأزلامه وأتباعه .
أعلنت لائحة الغبيري للجميع لتؤكد من جديد وجود الرأي الآخر والطاقات الأخرى البعيدة من منطق الحزب والمحسوبيات وأعلنت اللائحة برنامجها الانتخابي من خلال مؤتمر صحافي عقد في نقابة الصحافة، في حضور شخصيات اجتماعية وثقافية وشعبية من الغبيري آلت على نفسها أن لا ترضخ لسلطة الأمر الواقع وهي تصر على الصورة الأخرى لبلدة الغبيري كصورة بعيدة عن سلطة الأحزاب وسياسة القمع والأمر الواقع .
مستشار نقابة الصحافة الدكتور فؤاد الحركة ألقى كلمة اعتبر فيها "ان اعضاء اللائحة هم من انشط وافعل وادرك الشخصيات لقضايا الناس الصحية والاجتماعية والبيئية" .
وتمنى "انتخاب الوجوه الجديدة الفاعلة والواعية والمدركة لصعوبة المرحلة التي تعيشها البلاد، لان هذه الوجوه في البلديات هي امل لبنان والرافد المهم لدفع دم جديد من اجل التخطيط والتحديث والعصرنة ...على ان تتوفر في الاعضاء الذين سيحملون المسؤولية النزاهة والسمعة الطيبة والصدق في القول والعمل، وان يدرك حجات الناس في النطاق الجغرافي، ويحارب الفساد والسرقة ومخالفة الانظمة والقوانين، وكذلك ان يعمل لتكون الاولوية في الوظائف لابناء النطاق الجغرافي للمجلس البلدي ويحد من فوضى البناء غير المرخص والتعدي على الاملاك الخاصة والمشاعات البلدية واملاك الدولة والاوقاف" .
واصف الحركة تحدث بإسم اللائحة فسأل ماذا تغير في الغبيري منذ 8 سنوات، وقال:" لا شيء بل العكس ان حالها الى اسوأ ...انهيار كامل لكل اسس التنظيم المدني، وتفلت عمراني ومخالفات بناء على مسمع ومرأى البلدية الحالية، ان لم يكن وفي كثير من الاحيان بغض الطرف" .
ولفت الى "ان الشوارع والاحياء مواقف للسيارات والارصفة منصات لعرض البضائع والعوائق وامتداد المقاهي، فلا مساحات خضراء ولا ملاعب ولا مكتبات".
واسف "لغياب الرقابة الصحية على المطاعم والافران ومحال بيع اللحوم ومياه الشرب. كذلك غياب مياه الخدمة عن المنازل، وان حضرت تكون ملوثة، والمولدات تبث سمومها صباحا مساء واسلاكها احتلت اعمدة الانارة ناهيك عن اسعار الاشتراكات التي لا تخضع لاي رقيب".
اضاف:"اما على الصعيد التربوي، فأكد انه لا توجد مدرسة رسمية في الغبيري للصبيان وشدد عل تردي الوضاع وازدواجية التعاطي في حي الجامع وقسم كبير من بئر حسن وحي فرحات" .
تابع:" "قررنا كمجموعة شباب الغبيري الذين يهتمون بالشأن العام، والذين يؤمنون بأن الغبيري تتسع لجميع ابنائها على اختلاف انتماءاتهم الفكرية والعقائدية والدينية والسياسية والمناطقية، والذين يؤمنون بدولة القانون والمؤسسات، وبمبدأ الثواب والعقاب وبمبدأ المحاسبة وحرية الرأي، ويرفضون القمع الفكري والثقافي والاحادية ويؤمنون بالتعددية وبالاحتكام الى الخيارات الديمقراطية، وعلى رأسها حق وواجب الانتخاب، قررنا خوض غمار الانتخابات البلدية تحت اسم الغبيري للجيع وذلك بعد التشاور والتداول مع الكثير من ابناء وفعاليات الغبيري على امل ايصال مرشحين كفوئين ...".
وقال:" انه منذ 18 عاما لا يعرف احد ميزانية البلدية، والاموال التي انفقت في معظمها محسوبيات ومصالح خاصة، او في غير موقعها، على الرغم من الامكانيات الكبيرة، مؤكدا "الاستمرار في العمل البلدي كواجب اخلاقي وحق اجتماعي وقانوني بعيدا عن السياسة