نسب الروّاة عن جيل كامل أقوالاً عن الإمامين الصادق والرضا تحدد عدد أصحاب الإمام المهديّ الأمر الذي حرّك شبّانا ً مفتنون بعضلاتهم وقد ختموا رقابهم برقم313 للدلالة على أنهم أصحاب المهدي في زمن الغيبة وهم من العاطلين عن العمل والهاربين من وسائل التعليم والمعرفة ومن المنتشرين بكثافة على أرصفة الشوارع مختالين أمام مرايا البنات ومنتفخين الأوداج أمام حرب مذهبية أسرت حميّة شبابهم ودفعتهم الى صرف طاقاتهم هدراً دون وعي أو مسؤولية وهم أوّل من تراهم لحظة مرور طيش طائفي دفاعاً عن وهن أو وهم بقوة طائفية هادرة ضدّ الطائفة الأخرى.
وقد أوّل رقمها بما يتناسب مع خصوصيتها لفتح ثغرة في جدارها العنكبوتي لتعليل السبب الذي اختصر الأصحاب بعدد مهين لأعداد المنتظرين لقدومه ليكونوا معه وفي صفوفه الأولى لملء الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
وبالتالي هو يستبطن الطعن بدين طائفة ومن ثمّ أمّة مؤمنة بعقيدة الظهور اذ لا يتوفر فيها الاّ هذا العدد الذي لا يقبله شيخ من قيادات العمل الاسلامي اذا يبلغ عدد مرافقي شويخ جهادي أكثر بكثير من 313 مرافقاً بل أن مرافقي أمن نسائهم يتجاوز عدد قيادات جيش المهدي "عج " .
ليس المجال هنا لمناقشة الرواية بقدر ما نحن مهتجسين من صور الأصحاب هؤلاء ممن لا يجيدون صلاة ولا يعرفون قبلة وأشكالهم أقرب ما تكون الى جماعات "الهيبز" التي نمت في الولايات المتحدة كحالة فوضى معترضة على القوانين والنظام العام . ويسعون وراء الفتن الطائفية والمذهبية ليغذوا نزعاتهم العصبية .
قبل الحرب السورية لم تستخدم هذه الرواية وغيرها وكأنها لم تكن موجودة أو أنها ولدت فجأة لتغطي حرباً بروايات مذهبية أرادها بعض المتشنجين من شيعة الرواية المفتعلة لمصادرة واقع طائفي لصالح مصالح متعددة الاتجاهات وخاصة بالنسبة لأولئك " المعتاشين " على موائد المذهب والملفت أن المتدينين الشيعة لا يتعاطون مع هذه الرواية تعاطي غير المتدينين من الشيعة وهذا ما يؤكد حالة الاستغلال الرخيص لاتجاهات في الطائفة تبني شبكاتها النفعية على ما هو مُضمر في الكتب الغير معتبرة من قبل أباء المذهب الشيعي .
لقد أسهم الشعور والغرور الطائفي باستفحال روايات مذهبية يتمّ اسقاطها بقوّة النار المشتعلة في العراق وسورية واليمن والبحرين ولبنان على واقع محكوم من قبل الذاهبين نحو الموت الطائفي والمذهبي في ظل سكوت أو اعتراض خجول من قبل أولي الأمر كونهم يرون في الحضور الشرس للطائفيين والمذهبيين رصيداً جيداً يتمّ استهلاكه بالطريقة التي تستقيم بها أحوالهم وتُلبى فيها أعمال ومصالح يظنون يقيناً بأن فيها رضاً لله .