في رسالة خطابية من قصر الكريملين بتاريخ 12 ديسمبر2013 ارسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى البرلمان الروسي "مجلس الدوما" بحضور 1000 شخصيه رسمية ، معنية بتقرير الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية الروسية . تم نقلها مباشرة على كافة وسائل الاعلام الروسية والعالمية و تصادف هذه الاطلالة السنوية العاشرة للرئيس بوتين منذ فترة ولا يته الثالثة كرئيس للدولة، بمناسبة الذكرى العشرين لاعتمد الدستور الروسي الجديد استمرت الرسالة ساعة وتسع دقائق ، ولاسيما تعتبر هذه الرسالة تقليدا سنويا متبعا في روسيا. فالرئيس يعرض خطابه كتقرير موجز عن انجازات الدولة . ففي كلمته تحدث الرئيس عن عدة قضايا هامة لروسي وشعبها وقسمها الى 12 نقطة .
لكن الابرز فيها تمثلت بأربعة نقاط مهمة بالنسبة لروسيا ودورها الحالمة به على الصعيد الخارجي.
لقد شدد الرئيس بوتين على ان روسيا تدعو اوكرانيا الى عملية تكامل قد بدأتها مع الجمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا ،وروسيا لا تفرض شيا على احد بل مستعدة لمواصلة السير مع اوكرانيا اذا رغبت في التواصل مع الاتحاد الجمركي الاوراسيا .
والنقطة الثانية التي توقف عندها هي النمو الاقتصادي لروسيا والذي اضحىت في اقتصاديات الدول الخمس وفقا للناتج المحلي الاجمالي .
اما النقطة الثالثة والتي استعرضها بوتين حول منظومة الذراع الصاروخية الذي يعتبر بان هدفها الاستراتيجي تغير اليوم لان امريكا كانت تتذرع دائما بأنها صواريخ دفاعية ضد الصواريخ الايرانية ولكن بعد الاتفاق النووي مع ايران لقد اصبحت مهمتها هجومية استراتيجية وبالتالي اضحت روسيا هي المقصودة .
وبالمقابل اشاد بوتين على اهمية الاتفاق النووي مع مع ايران مشددا على ضمان حقها في انتاج الطاقة النووية السلمية ولكن في المقابل لبد من ضمان امن اسرائيل في ان واحد.
اما النقطة الرابعة المتعلقة بحل الازمة السورية والذي شدد فيها على انه لم يعرض مصالح بلاده والعالم للخطر العالمي من خلال اسهام روسيا في منع التدخل العسكري الخارجي في سورية. بوتين الذي يؤكد على أن بلده تمكنت من تفادي التدخل العسكري الخارجي في الشؤون السورية ومنع انتشار النزاع الى خارج المنطقة، مؤكدا بان روسيا تصرفت كدولة ناضجة سياسيا و مسؤولة . ونتيجة لذلك استطاعت روسيا في سويا مع شركائها من تحويل مجرى الاحداث من اتجاه الحرب الى تبني العملية السياسية في سورية وتحقيق التوافق الوطني . فالرئيس الروسي يعتبر بان روسيا متمة جدا بسوريا ويجب الاهتمام بها اكثر للتوصل الى اتفاق سياسي.
فالرئيس الروسي في كلمته ، كأنه يحتفل بالنصر الدبلوماسي الذي تم فرضه في العديد من القضايا على الساحة الدولية والذي كان ابزها اتفاق الكيماوي السوري ، مؤكدا على الدور الاساسي والمركز للأمم المتحدة في السياسة العالمية وحل المشاكل سلميا. مشدد على ان حل اي قضية مهما كان نوعها يجب ان تحل سلميا معتبرا ان الحالة السورية والإيرانية هما سابقتين يجب اخذهما بالاعتبار.
ولكن لا يزال مصير مؤتمر جنيف مجهولا حتى خطاب في الرئيس بوتين ، وبالرغم من كونه اكد على ان روسيا وشركائها استطاعوا تحويل مجرى الاحداث من الحربية والسير بها نحو تبني العملية السلمية في البلاد لتمكين التوافق الوطني بين الاطراف . روسيا التي تضع نفسها امام امتحان صعب في مدى نجاحها في عقد مؤتمر جينيف -2 وتسويقه وسط الاطراف المعنية بالمشكلة السورية. فهل يقدر لروسيا ان يكون جنيف -2 بوابتها نحو النجومية الدولية وإعادة دورها المفقود بسبب التفرد بالقطبية الاحادية .
بالوقت الذي يجول وزير خارجية روسيا سرغي لافروف على الدول الاقليمية كان له تصريحا مميزا من طهران اكد فيه بان بلاده قلقة إزاء "تشرذم" المعارضة السورية، التي يتوجب عليها اتخاذ قرار بشأن مشاركتها في مؤتمر "جنيف- 2"
وقد أشار لافروف إلى أن "المعارضة السورية يجب أن تتحلى بالعقلانية وألا تتنازع على تقسيم غنيمة ليست باليد، بل الحضور إلى مؤتمر جنيف- 2.
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي وباحث مختص في شؤون روسيا ودول الكومنولث