لم يُحسن فريق 14 آذار لنفسه فضلا عن أصدقائه وحلفائه , لأنه لم يكن يملك تصورا عن مشرعٍ للدولة التي طالب بها وما زال يطالب بشيءٍ لم يضع له آليات ورؤية واضحة , هذه النتيجة التي توصل اليها بعض اصدقاء 14 آذار الذي وقع في وهم أنهم أصدقاء ,وحلفاء , فتبين له أنهم يريدون سلطة لا دولة , سلطة كيفما كان حتى ولو كلفهم ذلك الامر خيانة الاصدقاء والحلفاء , وتركهم هملا لوحشية الفريق الاخر .
منذ عام 2005م , صدّقهم البعض , واعتقد أنهم أصحاب مشروع دولة , فنهض مع مَن نهض , وتداعى مع مَنْ تداعى لرفع الصوت في وجه فريق من المؤكد أنه لا يريد دولة , فخاض الذي نهض في العمل السياسي من أجل بناء دولة يطمح لها اللبنانيون من كل الطوائف , وما زال الفريق الذي نهض مصرا على ممارسة قناعاته بالرغم من خيانة فريق 14 آذار له , لأن الذي نهض قد نهض بقناعة راسخة بغض النظر عن دعم أحد له , مع أن الدعم والتنسيق قد يقوي الحراك السياسي ويعطيه دفعا أكثر .
فمارس فريق 14 آذار وعلى رأسهم الشيخ سعد الحريري , سياسة الازدواجية مع الافرقاء جميعا , فوضع اصدقاءه على الهامش ظنا منه أنهم معه على كل حال , وراح يستجدي رضى حزب الله والنظام السوري وفريق 8 آذار بكل التنازلات التي أساءت له ولفريق 14 آذار ولحلفائه وأصدقائه , وزحف الى دمشق , وأعطى فريق 8 آذار كل ما يريدون , وهنا كانت الخيانة الكبرى التي فضحت الشيخ سعد الذي تبين انه يريد السلطة فقط لا غير , سلطة بلا دولة .
بينما الفريق الاخر عرف ما يريد , فتمسك بحلفائه , وأعطاهم الدعم المعنوي والمادي وتنازل لهم عن حقه في السلطة , هذا هو الفرق بين 8آذار وبين 14 آذار , الفرق واضح جدا , الاول يعرف ماذا يريد والثاني لا يعرف ماذا يريد , الاول قابض على مشروع وإن لم يصرح عنه ولكنه يعمل له بجد ونشاط وأمانة , والفريق الثاني لا يملك مشرعا أصلا والدليل على ذلك التخبط الذي وقع فيه , والخيانة التي إرتكبها بحق نفسه وبحق حلفائه وأصدقائه , وما زال حتى الان يُنشد ويتمنى رضى خصمه على حساب مصلحة البلد ومصلحة حلفائه .
لقد تشظى فريق 14 آذار , بسبب ما قاموا به , ولو أنهم فعلا يملكون تصورا واضحا عما يريدون , لما وقعوا بما وقعوا به , من خيانة لأنفسهم وللأصدقاء والحلفاء , فعليهم إعادة النظر بكل السلوكيات التي مارسوها مع الجميع , إن كانوا يريدون مشروعَ الدولة المدنية الديمقراطية كما يدعون .