هو ليس الأول من نوعه، وعلى ما يبدو ليس الأخير..لم يتفاجأ اللبنانيون كثيراً من خبر انفجار ستاركو صباح اليوم، فقد اعتادوا أو أجبروا أنفسهم على مثل هذه الأخبار. فمعظمهم كان مهيّأً نفسياً لذلك، خصوصاً وأن الانفجار حصل وسط مخاوفٍ كبيرة أساساً من استهدافات إرهابية جديدة جسدها الانتشار الأمني الواسع في بيروت ومناطق عدة عشية عيد الميلاد. ولكن سرعان ما بدت معالم الصدمة على وجوه اللبنانيين عندما انتشر خبرٌ أفاد بأن الوزير السابق محمد شطح هو الشخصية التي كانت مستهدفةً في الاغتيال. ولعلّها معالمٌ شبيهة بتلك التي انتابتهم يوم اغتيال الشهيد رفيق الحريري. فالشهيد شطح هو تماماً كما نعاه الرئيس سعد الحريري "غصنٌ كبير يسقط من شجرة رفيق الحريري وجرحٌ عميق أصابنا في قلوبنا".
فنالت أيادي الإرهاب العابثة ببلادنا من وزير المال ومستشار الحريري السابق الشهيد محمد شطح، وذلك في انفجار ضخم هزّ وسط بيروت بالقرب من مجمع ستاركو قرابة الساعة التاسعة وأربعين دقيقة من صباح اليوم، وأشار الصليب الأحمر اللبناني في بيان له الى أن الحصيلة الاولية للتفجير بلغت 6 شهداء و 75 جريحاً. وقد نجم التفجير عن سيارة مفخخة تزن بين 50 و60 كلغ، بحسب ما اكده مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود الذي تفقد مكان. ووقع الانفجار بالتزامن مع اجتماعٍ كان سيعقد في بيت الوسط لقوى الرابع عشر من آذار، واستهدف موكب الوزير السابق شطح وهو في طريقه إلى الاجتماع.
وتوالت الاستنكارات المندّدة باغتيال شهيد الاعتدال "محمد شطح" من جميع الفئات السياسية المخالفة والمعارضة له كما جرت العادة في لبنان، وكأن الاستنكار هو أقصى ما يجيدون فعله. على الرغم من الحجم السياسي الذي يشغله الشهيد شطح "أحد رموز 14 آذار".
فإن في اغتياله رسالةً واضحة لاستهداف أمن لبنان واستقراره بشكل عام، ولفكر ووجود الرابع عشر من آذار بشكلٍ خاص، فلماذا محمد شطح، ولماذا وسط بيروت، ولماذا الآن قبل أيامٍ قليلة من انطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان..؟؟ وكأنّها علاماتٌ ثلاث تصبّ كلها في مجرى الألم النابع من امتداد مأساةٍ ما زال اللبنانيون يعيشون تحت وطأتها منذ الرابع عشر من شباط ال2005 .