يكفي لتقييم اداء حكومة الميقاتي بان تستحضر شريط تصريحات وزرائها اصحاب الشأن من رأسها والى اصغر وزير فيها ، ولان الاعتراف هو سيد الادلة فان ما قالوه بعضهم عن بعض وساقوه لبعضهم من اتهامات فساد واهمال وصولا الى فضح صفقات بعضهم وسرقاتهم مما يؤهل هذه الحكومة ومعها الفريق السياسي الذي انتجها بان يتربعوا وبلا منازع على رأس افشل حكومة مرّت بتاريخ لبنان على الاطلاق ، حتى ان اللبنانيين باتوا يترحمون على حكومات زمن الوصاية السورية التي كانت السرقة ونهب المال العام تفرضه حينها كشرط اساسي لاي توزير ، اما الان فان خطر هذه الحكومة المستقيلة والفاشلة والفاسدة لا يختصر على ما يلحق اللبنانيين بسببها من اضرار مباشرة او حتى على اقتصادهم وامنهم بل صاراستمرارها يشكل خطر وجودي على اصل الكيان اللبناني ونظامه ، ولعل هذا السبب الهدف ، في امعان فريق 8 اذار من السعي الى استمرارها مرة بالحديث عن تعويمها عبر المطالبة بالدعوة لعقد جلساتها بشكل مخالف ليس فقط للدستور كما يؤكد عارفون بل بشكل مخالف لابسط القواعد العقلية التي تفرض وجود فارق جوهري مفترض بين حكومة مستقيلة وحكومة تمارس كامل نشاطها والا فلا قيمة للاستقالة سوى عدم مثولها امام المجلس اللنيابي ومحاسبتها ( على فرض وجود محاسبة ) ، واما ما نحن عليه من واقع لم نشهد مثيله حتى في ايام الحرب الاهلية بكل ابعاده الدستورية ، ( حكومة فاشلة ومستقيلة ، رئيس حكومة مكلف ومربّط ، مجلس نيابي ممدد لنفسه ) وعلى قاب قوسين من الاستحقاق الرئاسي الذي وحتى اللحظة غير واضح المعالم ان لجهة انتخاب رئيس جديد او حتى التمديد للرئيس سليمان ، بل تفريغ موقع الرئاسة الاولى هوالمطلب المتوقع لهذا الفريق كمقدمة ضرورية لما يطمح اليه عبر تغيير جذري بالنظام السياسي وعقد مؤتمر تأسيسي ليشكل هذا الفراغ ممرا اجباريا لذاك المؤتمر ،والمستغرب الى حد الاشمئزاز ان فريق 8 اذار وبدل تقديم الاعتذار من الشعب اللبناني عن اداء حكومته فانه يعمل وبكل صلافة على تسليم هذه الحكومة سيئة الذكر مقاليد السلطة بالبلاد وذلك عبر فرضه للفراغ الرئاسي ، ومن هنا فان الرئيس سليمان امام مسؤلية تاريخية تفرض عليه مع الرئيس المكلف تسمية حكومة جديدة يقول مطّلعون مقربون منه انه سيتم الاعلان عنها قبل فترة الاعياد يعمل من خلالها على خلط الاوراق وتحريك الجو السياسي الراكد ويعّبر من خلالها عن وجدان اغلب اللبنانين فتكون بذلك ليست حكومة امر واقع كما تسمى في الاعلام لانها ستعبر حينها عن حالة رفض لواقع مأساوي خطير وتحمل بجدارة تسمية حكومة ،، رفض واقع !!
حكومة .. رفض واقع : عماد قميحة
حكومة .. رفض واقع : عماد قميحةعماد قميحة
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
1249
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro