بعد فضيحة نفق المطار التي نالت مما تبقى من هيبة الدولة اللبنانية ومؤسساتها في العاصفة التي ضربت لبنان الأسبوع الماضي، لبنان مجدّداً على موعدٍ مع منخفض جوي مساء اليوم، على أن تبلغ العاصفة ذروتها يوم غد الأربعاء. وبالتالي اللبنانيون على موعدٍ مع المأساة والكوارث، حيث أغلق كل من وزيري الأشغال والمال في وزارة تصريف الأعمال مجاري الحلول وفتحا مصارف الفساد ما بين الوزارتين.

فهبت عواصف الفضائح ورياح الشتائم بينهما وصبّت سيول التجاوزات في مجرى الفساد الحكومي الذي فاض مأساةً ومعاناة على الشعب اللبناني..

فقد وجه وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي اتهاماً لوزير المال محمد الصفدي بعدم دفع المستحقات لوزارة الأشغال للقيام بالمشاريع إلا مقابل تمرير مخالفات. 

وأكد العريضي في مؤتمر صحافي على أن لا علاقة لوزارة الأشغال بما حصل في نفق المطار الذي هو التزام شركة "الميز" التي تعمل في صيانة المطار، وشدد على تفهمه للكلام الذي نال منه لأنه لا تبرير لما تحمّله الناس جراء ما حصل على طريق المطار نتيجة الأمطار، مقدماً للشعب اللبناني اعتذاره.

وأوضح العريضي "أنه طلب في 3 أيار من وزير المال محمد الصفدي تسيير أمور الناس في ملفات منذ عام 2012 وفي 2 أيلول جاءه كتاب مع عدم الموافقة من الصفدي بعد موافقته في 7 أيار".

وأضاف : "أنا أرسلت كتاباً إلى مجلس الوزراء بتجديد العقود لأن الوضع داهم فاعترض وزير المالية على ذلك، وقال الصفدي حينها أن هناك سرقة 2 مليار في هذا الملف وكان سؤالي انت سرقت أم غطيت السارقين، ومن المسؤول عن سرقة 4 مليارات ليرة؟ عندما سلمتني الوزارة قلت لي أن انتبه من السارقين".

ومن جانبه، رد وزير المال محمد الصفدي على كلام العريضي، وأشار إلى أنه لا أساس لكل الإتهامات ضده، لافتاً إلى أن حملة العريضي ضدّه سياسية بإمتياز، باعتباره شخصية سنية مرشحة لأن تكون رئيس حكومة ، وهذا ما لا يريده البعض.

وأبدى الصفدي استغرابه "من أن يحمل العريضي الجميع مسؤولية عدم القيام بواجبه وأن يظهر نفسه وكأنه وزير مثالي"، معتبرا ان "اتهامات العريضي هي سياسية وهو من أحد الأشخاص المدفوعين لإطلاق الكلام السياسي".

وأضاف: "وزارة الأشغال ليست أهم وزارة في البلد ولن تكون كذلك، والعريضي ليس أهم وزير في البلد، ولا وزير ولا غيره سيأخذ قرش دون حق". وشدد على أن مصلحة البلد والناس تأتي أولا، وفي هذه المرحلة الخطرة واجبنا ان نحافظ على أموال ومصالح الناس.

وقد عكست هذه الحملات المتبادلة الحال المأساوي الذي وصل إليه البلد، بعدما تحولت معاناة المواطنين ومآسيهم الى صندوق بريد يستقبل مصالح السياسيين الخاصة وساحةً لتصفية حساباتهم الشخصية.
وعلى صعيد آخر، تستمرّ الاستعدادات للعاصفة الثلجية "ألكسا" وعقدت اجتماعات في السراي الحكومي والمحافظات والقائم مقاميات والبلديات للجنة إدارة الكوارث لمواجهة تداعيات العاصفة والتي من المتوقع أن تستمر حتى يوم الاثنين المقبل وستبلغ ذروتها يوم غد الاربعاء. 
وقد تم وضع خطط تنفيذية لمواجهة العاصفة للحؤول دون تكبد خسائر ووقوع أضرار، كما طلب من المواطنين متابعة الإرشادات التي ستصدر عن الأجهزة المعنية حفاظاً على سلامتهم، والإتصال عند الضرورة على الأرقام التالية: غرفة عمليات الجيش: 1701- قوى الامن الداخلي: 112 - الدفاع المدني: 125-الصليب الاحمر اللبناني: 140 وفوج الاطفاء: 175