ربّ صدفةٍ خير من ألف ميعاد، صادف وصول رئيس كتلة جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط لتقديم واجب العزاء بابن شقيق وزير الزراعة حسين الحاج حسن "مجد فؤاد الحاج حسن" ،الذي قضى في المعارك بسوريا، مع وجود السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم، فتمت المصافحة بينه وبين جنبلاط. ورصدت الكاميرات صورة المصافحة المباشرة الأولى بين جنبلاط وممثل النظام السوري منذ 3 سنوات. وبدا رئيس كتلة جبهة النضال الوطني في الصورة وقد بللت الأمطار ثيابه.
وأوضح وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي في حديث تلفزيوني رداً على سؤال حول المصافحة التي تمّت بين جنبلاط وعبد الكريم بأن اللقاء بين جنبلاط وعبد الكريم علي كان بمحض الصدفة خلال تقديم جنبلاط واجب العزاء للوزير حسين الحاج حسن، والمصافحة بينهما ليست سياسية على الأطلاق.
هذا وردّ تيار المستقبل على المواقف الأخيرة لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جبلاط ملوّحاً بعدم السكوت بعد اليوم عن انتقاداته.
وتعليقاً على مواقف جنبلاط التي أدلى بها في مقابلة مع جريدة "الأخبار" أمس، قال قيادي في "تيار المستقبل" أن جنبلاط يستطيع أن يستخدم أي وسيلة يريدها لتنفيذ الإنعطافة التي يريدها حتى لو وصلت إلى حدود تقديم أوراق اعتماده من جديد للنظام السوري، ويستطيع أن يفتش عن أي تبرير يشاء لطمأنة "حزب الله" بما في ذلك الدعوة الى نسيان مشاركة الحزب في الحرب السورية، ولكن ليس من المقبول بعد اليوم، أن يجعل من "تيار المستقبل" هدفاً للقنص السياسي وتوجيه الإشارات غير البريئة.
وأشار القيادي إلى أن "تيار المستقبل" تجنب الخوض مع جنبلاط في أي جدل يمكن أن يصيب الأساس التاريخي لهذه العلاقة… إنما يبدو أن السيد جنبلاط يريد خلاف ذلك. ونحن سنجاريه إذا شاء, اعتباراً من الآن، حيث يشاء..
فهل يعقل بأن يكون الرأس المدبّر لكفّة الميزان اللبناني قد وقع في فخ الصدفة أم أن هذه المصافحة وهذا العداء لقوى الرابع عشر من آذار لا يجري إلّا في مجرى المصالحة مع النظام السوري، ولا يصبّ إلّا في قصر المهاجرين في دمشق..؟؟!!