تحدث بالأمس معالي وزير الأشغال الأستاذ غازي العريضي عن العاصفة التي سببت الكثير من الأضرار البشرية والمادية وأفادنا بما يلي : لقد كانت الإستعدادات التي إتخذتها وزارته وبقية الأجهزة المعنية بالمستوى المطلوب . ولكننا كنا نواجه تسونامي بالمعنى المجازي لأن كميات الماء التي هطلت تجاوزت حدود التوقع .. غريب يا معالي الوزير وكأن هذا الأمر لأول مرة يحصل في لبنان حبذا لو راجعت الأرشيف لوجدت الأحداث هي ـ هي حصلت مراراً وتكراراً ولم تتم معالجة الأسباب . وماذا ينفع هذا الإستنفار الذي تحدثت عنه طالما أن المشكلة الحقيقية لم تعالج بعد . من قال أن مثل هذه العاصفة لن تتكرر هذا العام أو في غيره من الأعوام وهل سنقول عندها لم يكن متوقعاً .. وفوق قدرتنا .. وتسونامي بالمعنى المجازي !! أنا أقول لمعاليك طبعاً هذا ما سيقال طالما أنكم لم تعالجوا أسباب المشكلة . والمعالجة لا تترك للمواطن إنها تقع على عاتق الدولة وتنحصر في أمرين وبمعالجتهما لا يبقى أساساً للمشكلة . الأول : هناك مجارٍ طبيعية لمياه الأمطار وهي من صنع الله تعالى وهذه المجاري يعبر عنها بمجرى السيل بحسب العرف فمن سمح للناس بسدها من خلال بناء الأبنية الإسمنتية مع غياب أي خطة تقضي بمنع الناس من إقامة المباني والحواجز في هذه المجاري التي يتسبب سدها بالفيضانات وهذا الأمر مسؤولية الدولة التي عودتنا أن تشكو همها للمواطنين بدل أن يشكوا همهم لها .
الثاني : البنية التحتية التي يقع تنفيذها وتجهيزها على عاتق الدولة فهي غير موجودة وإن وجد بعضها فهو لا يصلح لمواجهة عاصفة يوم أو يومين خاصة في المدن الكبرى . لذلك نقول إن المشكلة سوف تتكرر طالما أن السبب لحصولها لا يزال قائماً وكل الإستعدادات التي ذكرتها يا معالي الوزير هي أشبه بإسعافات أولية لا ترقى إلى المستوى المطلوب في مواجهة أبسط الحوادث الطبيعية . لقد آن الآوان لتخرج هذه الدولة عن منطق التبرير الضعيف الذي لا يستند إلى رؤيا واضحة في معالجة المشاكل التي يعاني منها الشعب اللبناني سواء في الكوارث الطبيعية أو غيرها من المشاكل المعضلة على المستوى الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والأمني .... ولذلك فإننا نرى أن معاناة المواطن في هذا البلد ستدوم طويلاً طالما أن قياداته تستنزف جهودها في التبرير عند كل واقعة من غير أن تعمل على معالجة جدية للأسباب التي ينتج عنها هذا الواقع المرير .
كتب هذا المقال ونشر بتاريخ 8/ كانون الثاني / 2013م للتذكير نعيد نشره