إغتيال حسان اللقيس : هل يعيد حزب الله إلى الجبهة الجنوبية ؟

لا شك أن عملية إغتيال القيادي في حزب الله الحاج حسان اللقيس تأتي في سياق الحرب المفتوحة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي أمنيا وعسكريا كما تأتي هذه العملية بعد سنوات عديدة شهدت هدوءا شبه تام على جبهة الصراع بين حزب الله وإسرائيل .
واللافت في عملية الإغتيال هذه أنها تأتي في وقت تشهد فيه مناطق حزب الله درجات عالية من الإجراءات الأمنية الإستثنائية التي اعتمدها حزب الله إثر التفجيرات التي شهدتها الضاحية الجنوبية المعقل الاساسي للحزب ,كما تحمل هذه العملية أسلوبا جديدا في عمليات الإغتيال التي كانت تستهدف قياديين في المقاومة ,وتأتي هذه العملية أيضا في ظل التطورات السياسية والأمنية الجديدة التي تعيشها المنطقة والتي بدأت مع الإتفاق الذي أبرم بين الولايات المتحدة وإيران .
كل ذلك يعطي هذه العملية أهميتها في القدرة على اختراق فترة الهدوء بين حزب الله وإسرائيل واهميتها في اختراق الإجراءات الأمنية لحزب الله في الضاحية الجنوبية والوصول إلى قيادي أساسي في المقاومة ذكرت بعض المصادر أنه خطير جدا ومسؤول عن سلاح الطيران في الحزب وقام بتطوير الطائرات بلا طيار بالاضافة لدوره في تهريب السلاح الى مصر وغزة وخبراته في عمليات الاغتيال بالمتفجرات .
حزب الله اتهم العدو الاسرائيلي بعملية الإغتيال ووضع العملية في دائرة استهداف المقاومة من قبل العدو وفي دائرة الحرب المستمرة بين الطرفين وكان حزب الله وفي هذه المرحلة بالتحديد وبعد الإنخراط شبه الكامل في الحرب إلى جانب النظام السوري ضد من أسماهم بالتكفيريين كان بحاجة للتأكيد من جديد على أن صراعه مع إسرائيل ما زال قائما وأن بندقيته لا زالت باتجاه العدو الإسرائيلي وأن الحرب مع إسرائيل لم تنته بعد , ويرى مقربون من حزب الله في عملية الإغتيال هذه أنها محاولة لاستدراج رد فعل من الحزب على إسرائيل لإعادة خلط الأوراق في المنطقة بعد الإتفاق النووي بين أمريكا وإيران, وفي حين نفت إسرائيل اي علاقة لها بعملية الاغتيال رأى مراقبون أن المستفيد الوحيد من هذه العملية هو العدو الاسرائيلي وأن إسرائيل بهذه العملية تستهدف ما هو أبعد من الإغتيال وهو التشويش على الاجواء الإيجابية التي عاشتها المنطقة بين الاتفاق النووي الامريكي والإيراني وهي تريد بذلك التعبير عن غضبها من هذا الاتفاق ورفضها للحالة السلمية بين إيران والغرب .
ولاحظ مراقبون أن أي موقف تصعيدي من حزب الله تجاه العدو الاسرائيلي لم يصدر بعد هذه العملية واكتفى الحزب بإصدار بيان عبر العلاقات الاعلامية أكد فيه استشهاد اللقيس ووضع عملية الاغتيال في اطار الحرب بينه وبين اسرائيل ما أثار جملة تساؤلات عن أسباب عدم التصعيد والتهديد كمان كان يجري في السابق في حالات مشابهة ,فهل يخفي حزب الله شيئا في هذه القضية وهل يعود حزب الله إل جبهة الجنوب ؟.