المعوّقون جزء لا يتجزأ من المجتمع، ومراعاة ظروفهم واجب وطني وإنساني، كما أن احترام القوانين الخاصة بهم دليل على رقي المجتمع وتحضره. فالمعوّق إنسان كسائر البشر له إحساسه و كيانه و تفكيره بل بسبب معاناته ممكن أن يكون أكثر إحساساً. وهو انسان طموح كسائر البشر أو أكثر لا يحب الهزيمة ولا يحب نظرات العطف والشفقة. بل يحتاج الى من يفهمه و يمد له يد العون و يفتح له أبواب الطموح لينطلق.
ويصادف اليوم، الثالث من كانون الأول، اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي تحتفل به جميع المدن على طريقتها إما بالإعتصامات وإما من خلال المؤسسات والحركات الخجولة المطالبة بحقوق المعوّقين.
وشُرِّع القانون 220/2000 سنة الـ2000 حقوق المعاقين في لبنان، والتي لم تتقدم على مستوى التنفيذ للأسف بسبب الفوضى المتأزمة والفراغ المتحكّم في لبنان، وتم تأسيس تكتل منذ سنة تقريباً، يضم خمسون جمعية حقوقية ومؤسسة خدماتية لدعم القانون 220/2000 ودعم الهيئة الوطنية لشؤون المعاقين. هذا ويتراوح عدد المعاقين في لبنان إلى 4%.
ومن أبرز حقوق المعاقين التى هى واجب علينا قبل أن تكون حق لهم:
العلاج في مستشفيات الدولة، مع خصم يصل الى %50 في المستشفيات الخاصة.
.خصم %50 على جميع رحلات الخطوط الجوية
حق ركن السيارة في مواقف خاصة.
.الأولوية في إنهاء المعاملات في المصالح الحكومية
.حق التعليم في مدارس التربية الخاصة لبعض الإعاقات
.العلاوة المالية والإعفاء من الرسوم في الجهات الحكومية
.الأنشطة الترفيهية والدمج مع الأصحاء
.حق السكن والتوظيف والتأهيل العلمي والعمل
الإعفاء من البصمة للموظفين المعاقين، ومنح أهاليهم ساعات عمل أقل من زملائهم في جهات الدولة
.حق الحصول على قروض من بنك التسليف
لكن من المؤسف بأن حقوق المعاقين تحولت في كثير من الاوقات الى مجرد شعارات، والعين الراصدة لا تخطئ ما يحدث من انتهاكات لحقوق هذه الفئات، وارتكاب ممارسات غير حضارية بحقّهم، بدلاً من مساندتهم ودعمهم.
فإلى متى سنظل رجعيين في التفكير، ننظر للأمور ظاهرياً، الى متى سنتكلم فقط عن المعاق وكأنه أصبح جزءاً غريباً عن المجتمع نراه وننظر إليه بتحسّر وعندما يتوارى عن أنظارنا ننسى ما رأيناه. فكثير من أفراد المجتمع يتعاطف معهم، وهذه هي المشكلة بحدّ ذاتها، فصاحب الإعاقة لا يبحث عن عطف أو تعاطف بل عن إتاحة الفرصة له وتذليل كلّ الصعوبات ليبدأ مسيرة الإبداع والفكر الراقي. فعلى كلِّ منّا أن يعرف ما هو الدور الواجب عليه اتجاه هؤلاء في ظلّ دولة عاجزة تحاول فرض إعاقتها وعجزها على أبنائها جميعاً سواء كانوا من السليمين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة..