شنّ النائب فادي الاعور حملة عنيفة على المملكة العربية السعودية متهما ايّاها بمنع الانفراجات في لبنان، متحدثا عن تعنت سعودي يسير عكس التيار الانفتاحي في المنطقة يمنع تشكيل الحكومة اللبنانية وبالتالي كل الايجابيات الأخرى التي قد تنتج عن ذلك.
واستهجن الأعور، في حديث لـ"النشرة"، تصرّف السعودية وكأنّها إحدى القوى العظمى في العالم، لافتا إلى أنّ لدى المملكة فائضًا ماديًا تستخدمه لتخريب الدول العربية بدل تخريب اسرائيل واعادة الفلسطينيين الى أرضهم، وقال: "نحن باطار مشهد جديد في المنطقة بعد الاتفاق الايراني الغربي على الملف النووي الايراني كما بعد ما نشهده من تقارب تركي ايراني، باعتبار أن التركي وجد نفسه أمام وقائع جديدة اضطرته للتحدث مع الايراني بلغة مقبولة".
لن نقبل بالتمديد في الرئاسة وغيرها
واعتبر الأعور أنّنا أمام مشكلة وحيدة في المنطقة وهو الموقف والتعنّت السعودي، وقال: "إما يفك الفرقاء المعنيون ارتباطهم بالسعودية وبالتالي بموقفها وتعنتها فنمدّ أيدينا لبعضنا البعض لبناء بلدنا بعيدًا عن المشكل الاقليمي، أو ننتظر الفرج والرضى السعودي حتى السماح بتشكيل حكومة لبنانية".
ولفت إلى أنّ التعاطي السعودي مع الأمور سببه عقلية البداوة وحقد البدو على المدنية والحضارة في المشرق العربي من العراق إلى بيروت مرورا بفلسطين.
وأشار الأعور إلى أنّ موقع رئاسة الجمهورية بخطر وخصوصًا بعدما "دغدغ" السعوديون مؤخرًا عواطف رئيس الجمهورية ميشال سليمان بخيار التمديد له، وقال: "نحن لن نقبل بالتمديد لا في موقع الرئاسة ولا في غيره ونقوم بجهدنا لمنع ذلك وانتخاب رئيس جديد كما يقتضي الدستور".
كلهم مشاريع رؤساء لا يأبهون إلا للمناصب!
ونبّه الأعور من الوضع الأمني المتفجر، لافتا الى انّه وفي ظل غياب الدولة وأجهزتها فاحتمال الانفجار وارد في اي منطقة لبنانية وبأية لحظة، مشيرًا إلى أنّ الكل يبيع ويتشري وعينه على كرسي هنا وموقع هناك. وأضاف: "حين تحدث وزير الدفاع قبل عام تقريبا عن تغلغل القاعدة في لبنان قامت الدنيا ولم تقعد الى ان لمسوا وجودها لمس اليد".
وتطرق الأعور للوضع الطرابلسي، لافتا إلى أنّ كلّ أهل طرابلس لأي طائفة انتموا هم اليوم أسرى مجموعات غوغائية وقيادات بلطجية لا تخجل بتغطية زعران الزواريب، وقال: "هي ثقافة لا إنسانية ينتهجها المعنيون اليوم"، وسأل: "كيف يسمحون أن يكون المواطن في جبل محسن بخطر دائم؟ أين الدولة؟ أين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي؟ ألا يخجل أن يكون في مدينته هذا الكم من الظلم؟ أين القيادات اللبنانية وقائد الجيش؟" وشدّد على أنّ المشكلة أنّهم "كلهم مشاريع رؤساء لا يابهون الا للمناصب والكراسي".
ولفت الأعور الى ان المطلوب اليوم عقد مؤتمر تأسيسي لبناء لبنان مدني وانساني لأن ما نشهده ليس أزمة عابرة بل أزمة نظام.