استطاع الفساد الناهش بجسد لبنان تحت غطاء الدولة أن ينال من حريّة الإعلام، فأقدم صباح اليوم عدد من عناصر إدارة الجمارك بلباسهم الرسمي بقيادة العميد "ابراهيم شمس الدين" بثياب مدنية على الاعتداء بالضرب على فريق برنامج "تحت طائلة المسؤولية"التابع لتلفزيون الجديد خلال وجودهم في شارع المصارف في وسط بيروت.
حيث قام عناصر الجمارك بلكم وضرب الزملاء رياض قبيسي وعلي شريم و أديب فرحات وعلي خليفة وحطموا كاميراتهم وصادروا المعدات التي كانت بحوزتهم قبل اعتقالهم. وكان فريق عمل"تحت طائلة المسؤولية" يعد حلقة تلفزيونية حول المخالفات في مطار رفيق الحريري الدولي وكان يعد لمواجهة بين ادارة الجمارك بعد تجميع ادلة ومعطيات عن مخالفات.
وأكد الإعلامي رامي الأمين الذي استطاع الإفلات من أيدي الجمارك اللبنانية على أنهم مصرّون على وضع ما بين أيديهم "تحت طائلة المسؤولية" أمام الرأي العام. ومستمرّون بملاحقة الفاسدين إلى أوكارهم الفاسدة، مشدداً على أن برنامج "تحت طائلة المسؤولية" لا سقف له ولن يقف شيء في وجهه. كذلك أشار الأمين الى أنه يمتلك وثائق تؤكد وجود فساد وتهريب في مطار بيروت الدولي.
ولفت الأمين الى ان حلقة "تحت طائلة المسؤولية" ستظهر الثلاثاء المقبل الكثير من الأمور، متهماً شفيق مرعي بأنه "يدير اذنه الطرشة".
وتوجّهت دورية لقوى الأمن الداخلي إلى مبنى إدارة الجمارك اللبنانية في شارع المصارف في بيروت لتسلم فريق عمل "تحت طائلة المسؤولية"، الذي تم تحويله إلى النيابة العامة التمييزية. وتجمع عدد من المواطنين أمام مبنى الادارة للمطالبة بإطلاق سراحهم. واندلع إشكال بين عناصر الجمارك والمتظاهرين المتضامنين مع الصحافيين المحتجزين وقد عمد عناصر الجمارك الى ضرب المتضامنين.
وأشارت كرمى الخياط الى أن الزملاء الثلاثة ما زالوا معتقلين داخل مبنى الجمارك في شارع المصارف
وأضافت:"ونحن إتصلنا بوزير الداخلية فقال لنا بأن عناصر من إستقصاء بيروت سينزلون ليستلموا الزملاء الا أن عناصر الجمارك لم يقبلوا تسليمهم".
كما اعلنت الخياط بأن "الجديد" بصدد رفع دعوى على عناصر الجمارك، معتبرة ما حصل عمل ميليشياوي واعتقال للزملاء.
وقد وصلت قوة من الجيش اللبناني إلى مكان الاعتصام أمام مبنى الجمارك، وفرضوا طوقاً أمنياً أمام مبنى الجمارك حيث يواصل المتضامنون اعتصامهم.
ودعا وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، إلى التضامن العام الشامل مع الصحافيين في تلفزيون الجديد الذين تعرضوا للإعتداء من قبل عناصر الجمارك في مطار بيروت، لأنه لا يجوز ان تنعدم السلطة وتتفلت المؤسسات وتتصرف على غاربها. بينما لا تزال الدولة اللبنانية غائبة عن هذا الحدث الذي هو بمثابة فضيحة كبرى لإدارة الجمارك أو ما أسماه فريق تلفزيون الجديد "بمغارة علي بابا".