"جيش محمد" وهو اسم الفصيل الإرهابي المسلّح الجديد في سوريا. وتداولت هذا الاسم في الفترة الأخيرة الكثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي عربياً وغربياً. فما هو جيش محمد، ومما يتكون، ومن يقبع وراء هذا الفصيل الكفيل برسم لوحةٍ جديدة من مأساة الشعب السوري..؟؟
ففي أيلول الماضي أشارت بعض المصادر إلى أن قادة عدد من الكتائب المسلحة المعارضة ورجال الدين في شمال سورية يتداولون مسودة مشروع لتوحيد أكبر الفصائل التي تضم نحو 50 ألف مقاتل تحت لواء جيش إسلامي باسم "جيش محمد" يقتصر أعضاؤه على "أهل السنة والجماعة"، مشيرة إلى أن المشروع يرمي إلى إعطاء "القرار للعسكر في الداخل"، وبمثابة رد على اقتراح المعارضة السياسية تأسيس "جيش وطني".
هذا وأفاد موقع "زمان الوصل" بأن الدراسة الأولية للمشروع تنص على أن تكون عملية تأسيس الجيش المذكور من ست مراحل تبدأ في شهر أيلول وتنتهي في كانون الأول من العام 2014 . يتخللها تحقيق أهداف مرحلية أيضاً تتجسد في توحيد الجيش تحت قيادة موحدة ويكون قوامه مئة ألف مقاتل خلال 18 شهراً وصولاً إلى 250 ألفاً خلال 30 شهراً، مع ضرورة التخلص من فوضى السلاح، وتأمينه ذاتياً عن طريق التصنيع.
وتردّدت أنباء قوية في نشرات عسكرية في بريطانيا ودول أوروبية أخرى بأن المملكة العربية السعودية تعمل حالياً على تكوين جيش جديد باسم "جيش محمد" يكون خارج المملكة ويحظى أعضاؤه بتدريب وتسليح جيد، واعتماد مصر كبديل عن باكستان كقوة عسكرية يمكن الاعتماد عليها في حال مواجهة المملكة أي أخطار خارجية.
وتفيد هذه الأنباء أن الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات العامة والأمن القومي السعودي، يشرف حالياً على تنفيذ هذا المخطط المزدوج، حيث جرى رصد عدة مليارات لبناء جيش محمد وتدريبه في الأردن، ودعم الفريق أول عبد الفتاح السيسي مالياً لمواجهة احتياجات مصر التي تصل إلى بليون دولار شهرياً.
ومن المتوقع أن يكون "جيش محمد" هو القوة السعودية الضاربة في سورية، مع احتمال نقله إلى اليمن لمحاربة الحوثيين الذين يخوضون حرباً ضد جماعات سلفية سنية في "دماج" شمال اليمن تحظى بدعم المملكة.
وما يلفت الأنظار ويثير الشكوك هو ارتباط اسم "زهران علوش" باسم "جيش محمد".
وزهران علوش هو الإرهابي المعفو عنه من سجون الرئيس السوري بشار الأسد في 2011/6/22 ، أي بعد ثلاثة أشهر من بداية الثورة السورية. بعدما كان اعتقله فرع فلسطين ذائع الصيت بداية العام 2009 على أثر اتفاق أميركي ـ سوري من أجل لجم الجماعات الجهادية التي تعمل في المناطق العراقية، لاسيما المثلث الأوسط العراقي الذي غدا مقراً للإمارة الزرقاوية.
العفو الذي خرج بموجبه علوش من أبواب سجن صيدنايا مع أكثر من 1500 معتقل من جماعات سلفية مختلفة، يعتبره الكثيرون نقطة التحول التي مهّدت فعلياً لنشر العمل العسكري في المناطق السورية المختلفة.
زهران المولود في دوما لأبٍ هو الشيخ عبدالله علوش، المرجع الأبرز للوهابية في مدينته وربما في دمشق ومحيطها أيضاً.
وكان علوش قد عمل على تشكيل محور ذا مرجعية سياسية موحدة تنادي بحاكمية الشريعة وإقامة دولة إسلامية تحت مسمى "جبهة تحرير سورية الإسلامية"، تلك التي كانت النواة الأولى لما بات يعرف اليوم بجيش الإسلام.
ولعل المداولات والاتفاقات الجارية حالياً، والتي يعكف القائد العسكري زهران على عقدها مع مجموعة من قادة الفصائل الإسلامية الكبرى من الذين قضى معهم فترة اعتقاله في سجن صيدنايا "أحمد عيسى الشيخ، حسان عبود" وهما قائدا صقور الشام وأحرار الشام، إضافة إلى "عبد القادر صالح قائد لواء التوحيد"، هذه المداولات التي من المنتظر أن تسفر عن تشكيل "جيش محمد" الذي سيكون القوة العسكرية ذات الثقل الأكبر في مجريات العمل العسكري في الداخل السوري، ومن المنتظر أيضاً أن يدفع بزهران علوش ليكون ذراعاً قوية ومخربة في معادلات الداخل السوري.
فإن كان الغرب يشير بأصابع الإتهام إلى المملكة العربية السعودية التي طالما كان على وفاقٍ معها، إلا في الفترة الأخيرة، فإن الواقع يضع النظام السوري في دائرة الإتهام. حيث يمثُل أمامنا سؤالٌ يطرح نفسه، ألا وهو ما الذي يبرّر للأسد عفوه عن سجينٍ كزهران علّوش المعروف بنشاطه الإرهابي الذي ورثه عن أبيه عبد الله علوش "المرجع الأول للوهابية في دمشق" ، وهل هذا يثبّت على النظام السوري ما يقال عنه بأنه "أخرج الإرهابيين من سجونه ليستعملهم داخلياً، ثم يدّعي محاربتهم أمام الغرب..؟؟