_ كيف تنظرون إلى ذكرى عاشوراء كمحطة من محطات الوحدة الإسلامية ؟
عاشوراء إحدى وستين للهجرة تمثل الدعوة إلى الإصلاح والثورة في وجه الحاكم الجائر ولا تستطيع فعل ذلك إلا شخصية نموذجية استطاعت أن تجسد كل معاني الحق والعدالة في المنهج و المسلك ,لذلك عندما نقرأ هذه الاحداث لا نقرؤها ببعدها القبلي ولا العشائري ولا الفئوي فليست معركة أمية وهاشم وليست معركة فريق حاكم وفريق يطلب الحكم وإنما هي نهضة ودعوة وصرخة من أجل التغيير في وجه فساد النظام والحكم . فالحسين عليه السلام سبط رسول الله (ص) وحبيب قلب محمد وهو الذي أشار بإشارات بليغة في وسط أصحابه على إمامة الحسين ومحبته للحسين حتى لكأنه تنبأ همسا بما سيجري مع الحسين من قتل وإجرام , لذلك عاشوراء ذكرى الدعوة إلى التغيير والدعوة إلى رفض الخنوع والثورة في وجه الطغيان وإذا كان من تجاوز في الشرع لنبش الأحزان وتجديدها فإنه تجاوز مستثنى لإبقاء روح التمرد وعدم الانصياع وثقل الأنفس على التضحية والعطاء , فعاشوراء الذكرى تعيد للإنسان محطة يتزود منها وينهض من خلالها في وجه حكامه الظالمين والطغاة فليست عاشوراء ملكا لطائفة ولا ملكا حتى لأبناء الحسين وورثته , فدم الحسين عليه السلام ملك كل مظلوم ومضطهد وإن اختلفت الأمة , ونظر بعض وعّاظ سلاطينها لعدم الخروج على الظالم وساق أدلة شرعية في سبيل ذلك لإخراج حالة الثورة والتمرد في داخل كل إنسان حر تبقى ثورة الحسين دليلا واضحا على شرعية الخروج على الحاكم الظالم وهذا سر بقائها وتجددها عاما بعد عام إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
_ هل تعتقدون أنه يمكن تقديم خطاب إسلامي جامع في قضية استشهاد الإمام الحسين باعتبارها محطة ألم للأمة الإسلامية جمعاء ؟
لا شك أن قضية الإمام الحسين قضية إسلامية جامعة وإذا ما أراد البعض تحويلها إلى قضية فئوية فإنها إساءة بحق الحسين حتى ممن يبكي على الحسين فلا بد للأمة من استعادتها لتكون في سياقها الطبيعي في أن تكون درسا للثورة والتضحية لا أن تكون تعبئة في المكان الخطأ والزمان الخطأ , فدم الحسين عليه السلام للأمة جمعاء والامة كلها ولية دمه ولا يتبجحنّ أحد بوكالة حصرية ولا يتهمنّ أحد أحدا من المسلمين بإثم مقتله في عصرنا الحاضر .
_كيف ترون المخرج من خطاب حزب الله القائم على العصبية المذهبية المقاتلة في سوريا والمستكبرة في لبنان ؟
إن حزب الله الذي تأسس امتدادا لثورة الإمام الخميني عام 1979 في وجه الشاه المستبد والظالم وفي ظروف طغيان الكيان الصهيوني عام 1982 هذا الحزب الذي كان يؤمن بالامة وقضاياها واستطاع أن يؤسس لمقاومة جادة راكمت إزعاجات للعدو وانتصارات أجبرته على الإنسحاب من معظم إن لم نقل كل الأراضي اللبنانية , كان ذلك بفضل أبناء الجنوب والبقاع في عمليات المقاومة واحتضان أهلنا في لبنان خصوصا أبناء الطائفة السنية الكريمة فضلا عن إخواننا الفلسطينيين المتواجدين في لبنان والذين لاقوا من اسرائيل كل معاناة وغربة وقتل وتشريد لذلك ,لم تكن لتجد في قاموس كل هؤلاء نزعة مذهبية في عدم قبول حزب الله وأعماله بل كنت تجد كل الاحتضان والدعم بشتى أنواعه , المذهبية كانت نائمة والفئوية كانت محاصرة والجميع يحدق بجرائم إسرائيل ,لماذا على عجل استفاقت المذهبية في انفسنا وراح دعاة الوحدة التي لطالما تحدثوا عنها وفيها صار حديثهم في الفئة والجماعة بالمعنى الاخص , كل ذلك لأن مشروع المقاومة والجهاد تحول إلى مشروع سلطة واستئثار و كشف عن وجهه الحقيقي وتحولت القضايا الكبيرة إلى مجرد مزايدة واصبح الإستئثار بالسلطة هو القضية الأساس. من هنا كنا نرى أن موقف حزب الله في توصيف ما جرى في سوريا من ثورة بكل ما للكلمة من معنى ووصفها بخروج طائفي على حاكم ممانع وهنا يكمن الخطأ الإستراتيجي الذي عبرنا عنه في أكثر من مناسبة في تعامل حزب الله مع ما جرى في سوريا من 2010 إلى 2013 والازمة الأشد فتكا هو دخوله السافر دعما للديكتاتور مستعملا ثورة الحسين والتعبئة الحسينية في غير محلها وفي غير زمانها , فأنا أعتبر إذا ما أردنا أن نقيس الرجال والمواقف على ذكرى عاشوراء . فأنا أعتبر أن بشار الأسد يمثل الطاغية يزيد وان عمر بن سعد وابن زياد يمثلون أعماله بالقتل والتنكيل بالشعب السوري وأرى أن الحسين يتمثل في صرخات التغيير في سوريا ولو أنها شوهت , وإبراهم القاشوش وحنجرته تمثل بشكل من الأشكال خطاب السيدة زينب , وحمزة الخطيب يمثل بشكل من الأشكال عبد الله الرضيع ,لذلك نقول لإخوتنا في حزب الله إذا أردتم الخير لكم ولشركائكم في لبنان فعليكم بالعودة عما أقحمتم أنفسكم به في وحول سوريا , واذا أردتم فلسطين وإسرائيل غير مسيطرة عودوا إلى مكانكم العربي وإلى التواضع والاعتدال .
_ كيف تنظرون إلى تطور ملف العلاقات اللايرانية الامريكية وأثرها على الواقع اللبناني ؟
إن إيران ومن خلال مثابرتها وعملها الدؤوب راكمت حضورا في المنطقة العربية ومن خلال احتضانها الحركات المقاومة ضد العدو الاسرائيلي استطاعت أن تكون في قلب العالم العربي وريادته مع كل الفوارق اللغوية والثقافية والتاريخية وفشل العرب في بناء مشروع عربي حديث واستطاعت ايران بالاوراق العربية ان تناور وتتباعد وتتقارب مع القوة العظمى في العالم أمريكا , وفي اللحظة المناسبة للطرفين استطاعت أن تبيع ما صنعته من أوراق لتثبت حضورها المرحب به من قبل الغرب في صناعة التوازن في بلاد الشرق , لذلك إن التقارب الامريكي الايراني لم يضف استقرارا الى لبنان فأوراق ايران في لبنان وأدواتها سوف تتحول من مزعج للأمريكي وأدواته في المنطقة إلى مزعج في الإقليم لكل من له تأثير وخصوصا الدول العربية وهذا الدور غير مزعج للغرب وإسرائيل .
_ ما هو تقييمكم لآثار الاحداث في عاصمة الشمال في ضوء انكشاف هوية منفذي التفجيرين؟
أن ما يجري في طرابلس هو نتاج تخطيط النظام الاسدي في سوريا وقد وجد بيئته منذ أحداث مخيم نهر البارد وهو يريد العبث في الساحة اللبنانية بشكل عام والساحة السنية بشكل خاص , فهو يريدها مبعثرة غير متوازنة وبنشاز في الايقاع حتى مع وجود قيادات سنية وطنية كبيرة مع ذلك استطاع اختراق كثير من الاسلاميين والمدنيين لتحقيق مآربه والهدف الاول لديه هو الإخلال بأمن الساحة اللبنانية وتصدير أزمته إليها لاستعمالها في الضغط وإثبات الحضور على المسرح الاقليمي والدولي , فبعد أن حاول محاولات شتى من خلال زرع الرعب والقتل والتفجير ,وما قضية سماحة إلا واحدة من ادواته لم يجد أفضل من البيئة الطرابلسية ولم يجد أطوع من بعض أهالي جبل محسن في العبث في الامن ,لذلك نجد أن طرابلس دفعت الثمن بوجود بيئة جاهزة للتفجير والإنفجار واذا ثبت وهو الغالب أن تفجيري طرابلس صنع في سوريا ببعض أياد لبنانية نكون قد دخلنا مرحلة ليس للدماء والأنفس أي كرامة لذلك لمن يريد للفتنة أن تنطفيء أن يسهّل عمل القضاء والاجهزة الامنية للقيام بواجبها في حماية طرابلس والسلم الأهلي فيها .
_ كيف تقيمون زيارتكم إلى طرابلس خلال التعزية بشهداء السلام و التقوى وإلى لقاءاتكم بالقيادات الدينية والسياسية في المدينة ؟
لقد قمنا نحن والاخوة في اللقاء العلمائي اللبناني بواجب العزاء بعد تفجيري مسجدي السلام والتقوى والتقينا بالاخوة قيادات الساحة الطرابلسية والتقينا الشيخ سالم الرافعي والذي زادنا يقينا بأن أخوتنا في طرابلس لا يعيشون المذهبية بمعناها السلبي وليست لدعوات التكفير أي محل في قاموسهم واكتشفنا أن قلوبهم ونحن نعرف ذلك تحمل الكثير من الود لكل المسلمين بل لكل اللبنانيين ولكن التشويه وأهل المآرب لا يريدون للبنانيين التوحد والاتحاد بل يريدون أن تكون الجماعات والأفراد متباعدة لذلك كان لنا إنطباع إيجابي وجميل وبنّاء ويبنى عليه .
مقابلة جريدة الكلمة الحرة مع رئيس اللقاء العلمائي اللبناني سماحة الشيخ عباس الجوهري
مقابلة جريدة الكلمة الحرة مع رئيس اللقاء العلمائي اللبناني...لبنان الجديد
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
1307
مقالات ذات صلة
الفرزلي: ما يشفع في بقاء الحكومة هو عدم الاتفاق على...
جعجع: حزب الله أَسَّسَ للقطيعة مع العرب وربما أخطأت التقدير...
نادر: الأجهزة الأمنية تُحصي أنفاس الثوار فلمَ لا توقف...
فهمي: كانت لدينا مؤشرات حول دخول طابور خامس على خط تظاهر...
اللواء ريفي ردًا على مقولة ثوار السفارة:هم عملاء إيران وأنا...
الفرزلي: الحكومة فقدت مقومات...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
تعليقات الزوار
وانت تمثل بشكل من الاشكال الشمر اللعين أتعجب كيف لرجل دين ان يشبه أناس عاديين بأئمته الذين تربى على انهم لا مثيل لهم في هذا الكون،احترم عمامتك يا شيخ واخرج انت وغيرك من المتاجرة بدماء أهل البيت عليهم السلام وكفوا عن ربط كربلاء بسوريا التي ضاعت بين نظام مجرم وثورة إرهابية بين نظام كافر وثورة تكفيرية فلا مجال للمقارنة بينها وبين كربلاء
الإسم: esmaeil
15 تشرين الثّاني 2013
قال الإمام علي عليه السلام شيعتنا كونوا زيناً علينا ولا تكونوا شيناً علينا وانت وأمثالك شينا علينا يا شيخ عباس الجوهري فعندما تصبح الكلمات لها ثمن مادي تصل إلى أدنى مستوى من السفاهة واللامنطقية
الإسم: علي الكرار
15 تشرين الثّاني 2013
في حمار اسمو اسماعيل اذا قرأ لا يفهم واذا فهم بضلو حمار .
قال الشيخ عباس في مقابلته ان كل عاشوراء والتضحية و المأساة والقتل كانت ليبقى الحق حقا والباطل باطلا فما بالكم يجعلوا من الباطل حق . هو قال ان الحسين يمثل صرخات التغيير يا حمار ولم يقل ان الجيش يتمثل باي كان . ثم قال ان الطفل الرضيع يتمثل بشكل من الاشكال بحمزة الخطيب يا حمار حزة الذي قتلته المخابرات السورية وعذبوه وقطعوا ذكره بس انت أد ما حمار ما فهمت بس بدك تعلق وتزايد والحسين واهل البيت براء منك ومن امثالك وفي كتير بيبكوا عل الحسين وهو يزيديون ويعدين يا حكار انت قلت سوريا ضاعت بين النظام المجرم و وثورة ارهابية واللي بيفهم بيكون مع احد الطرفين
الإسم: حسين عساف
17 تشرين الثّاني 2013
اما اللي مسمي حالو علي الكرار الشائن هو انت والشائن هو الذي يقاتل باسم علي والحسين وينصر الطغاة والنظمة البعث
الإسم: حسين عساف
17 تشرين الثّاني 2013
إن موقع لبنان الجديد لا يتحمل مسؤولية التعليقات وغير مسؤول عنها.
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro