غادر الاخضر الإبراهيمي بيروت ممنيا النفس بموافقة لبنان على المشاركة في مؤتمر حنيف ً٢ً ً، هذا المؤتمر الذي أضحى كالسمك في بحر الأزمة السورية المتماوجة على تعقيدات لا طائل منها .. 
لا في الثالث والعشرين من الشهر الحالي ولا في الشهر المقبل ، ولا في الذي يليه .. ليس من جنيف ً١ً ً ولا من جنيف ً٢ ً ولا من يحزنون .. في ظل نظام سوري يتربع رأسه بشار الاسد على انتصار قدمه له الأميركيون قبل الروس ، على طبق من فضة ، وفي ظل معارضة مشتتة متقاتلة ، شقها الداخلي هو صدى لصوت النظام ، وشقها المتطرف هو صنيعة النظام ، وشقها الخارجي لا يملك اي قدرة على التمثيل والمبادرة .. 
والكل يراهن على اللقاء المرتقب لوزير الخارجية الاميركي جون كيري مع قادة المملكة العربية السعودية ، بعدما لم ينجح آخر لقاء بين كيري ونظيره سعود الفيصل في تبديد الغيوم السوداء التي تكتنف سماء العلاقة بين الرياض وواشنطن ، بسبب تقاعس الاخيرة في الملف السوري وتغاضيها عن أفعال الاسد الكيماوية وغيرها ، واندفاعها باتجاه ايران دون مقابل يذكر ومحسوس في الملف النووي .  
وفي اي ًجنيف ً يتأمل لبنان انه سيشارك واطرافه في الداخل يعيشون لغط التحليل بين النأي بالنفس ، والتحييد ، والحياد ، فيما يصر الوزير عدنان منصور على احتكار التمثيل ، والذهاب للدفاع عن النظام السوري ، كما لو كان وليد المعلم بذاته يفعل .. وحتى اكثر ..
 واذا كانت عقدة تفسير جنيف (١) هي التي تقف عائقا رئيسيا أمام تفسير جنيف (٢) ، فالمضحك في المقابل ان الرئيس الاسد وجد الحل لهذه العقدة بقوله للابراهيي الذي جلس في حضرته كالتلميذ المطيع ، ان مؤتمر جنيف يتعلق بالشأن الداخلي السوري ، ويجب ان يعقد تحت إدارة سورية ، ما يعني بالتالي انه يحضر نفسه لترؤسه ، ولاحقا تنفيذ رغبته التي سبق واعلنها بالترشح للرئاسة في العام ٢٠١٤ . 
ليس من ألم في ظل هذه المعمعة الا على الشعب السوري الأعزل ، الذي تخلت عنه الجهات الأربع ، وهو مستمر في قدره بتلقف براميل البارود والنار يوميا ..