لم يفلح الأخضر الابراهيمي في دوره كوسيط سياسي بين العرب والنظام السوري من جهة, وبين المجتمع الدولي والدولة السورية من جهة ثانية , كما أنَه لم يتمكن من تحضير أجواء تقرَب من السوريين من بعضهم البعض, وتدفعهم الى اعتراف ينجيهم من عذاب أليم . طبعاً الأخضر لا يملك عصا موسى , كما أنَه لا يملك وسيلة ضغط على أيَ جهة من جهات الأزمة السورية , كما أنَ خُبرته وحنكته وتجربته وخضرمته , وكلَ ما قيل فيه مجرد دعاية مطلوبة لمهمَة تحتاج الى أقلَ مما في الابراهيمي من صفات وتجارب مُسنة .أُستدعي الابراهيمي لا من أجلَ الحلَ وانما لتطويل حبل الأزمة في سورية ,والدفع باتجاه تعقيد الأمور أكثر من حلحلتها . يعلم الابراهيمي تمام المعرفة أنَه وسيط بلا صلاحيَات, وأنَ ما بحوزته غير كاف لدفع النظام والمعارضة معاً الى القبول بمُقترحات غير منسجمة مع الرغبة السورية.لذا أخفق الأخضر, ولم يتمكن من وضع الأطراف السورية على طاولة واحدة ,وتحوَل مع الأحداث والمضاعفات السورية من وسيط سياسي, الى متسول سياسي على أبواب الدول القادرة على توفير اجواء ايجابية للمهمة الابراهيمية . قضى الابراهيمي أوقاته الصعبة جوالاً على عواصم القرار, بعد أن قدَم رؤيته للحلَ على المنصة الدولية, واستمع اليه الفاعلون في الأزمة السورية, والمراقبون لها عن بعد, وطويت صفحته, ووصفته للحل المقترح ,أو رُميت في السلًة الدولية . خوَف الابراهيمي المجتمع الدولي من أزمة قدَ تصل نارها الى أطراف دول كثيرة, وفزَع العالم من حرب كارثية اذا لم يوضع حلَ للسوريين على سطح سياسي يكون النظام أحد مرتكزاته الأساسية . الاَ ان فزَاعته لم تخوَف أحداً, بل بالعكس زادتهم تدخلاً في الأزمة السورية, ومن بوابات الحرب ,لا من بوابات السلام .بعد أكثر من سنة, أصبح الأخضر يابساً في مهمة مستعصية على أدواته المعرفية وعلى قدراته , وتبين أنًه يلعب بطريقة قديمة تخويفية من مجهول ما, محافظة على واقع من خيال صنعته نُخب عربية, والابراهيمي مساهم أساسي في نسج كابوس سياسي عربي بابرة الحزب الواحد الذي أتاحته الثورة الوحيدة .لم يقتنع الابراهيمي حتى الآن بدور ريادي لحيويات المجتمع العربي, وأن أحزاب الدولة الوطنية لم يعد بمقدورها الاستمرار, وأن الاصلاح السياسي ثورة فعلية لتغيير أنماط وصيغ الحكم والسلطاويات التي حفرت عميقاً في تُربة الأزمة العربية, وكرَست ديكتاتوريات بشعة لم يشهد التاريخ مثل تجاربها المشوَهة للحياة . لقد نجح الابراهيمي في دفع الأزمة الى أزمة مضاعفة لها من خلال التصريحات المنسوبة اليه, والتي آثارت حفيظة المعارضة السورية والدول الداعمة لها, تماماً كما آثارت من قبل حفيظة النظام السوري والدول الداعمة له . يعتقدَ الابراهيمي انَ زيارته لا يران وسورية أنجحت مهمته ووفَرت مقدمات مطلوبة لمؤتمر جنيف\2,لكنه أحاط دوره بردَ فعل عربي وخليجي تحديداً قدَ يكمن للابراهيمي على أكثر من مفرق في سورية وخارجها .
الأخضر الابراهيمي عود سياسي يابس
الأخضر الابراهيمي عود سياسي يابسعلي سبيتي
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
829
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro