أكّد رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان أن لا حكومة في الأفق القريب ولا طاولة حوار ولا تفعيل لعمل المؤسسات الدستورية، معربا عن تخوفه من انسحاب سياسة التعطيل والفراغ أيضا إلى موقع رئاسة الجمهورية بسبب إصرار فريق "14 آذار" على التعطيل بإيحاءٍ إقليمي.
واعتبر ارسلان، في حديث لـ"النشرة"، أن الحلحلة الدولية الحاصلة والانفتاح الدولي الجديد يزعج الكثيرين محليا واقليميا وهذا ما ينعكس في لبنان مزيدًا من التعطيل لإصرار فريق من اللبنانيين على ربط مصيرنا بالخارج وبإذنٍ إقليمي.
ورأى ارسلان أن الوضع المتفجر في طرابلس يندرج باطار محاولة ربط لبنان بالوضع الاقليمي، معربا عن اسفه لتعرض القوى الامنية هناك لأبشع صور التنكيل. وأوضح أنّ "إصرار البعض على تنفيذ أجندات خارجية يسقط سياسة النأي بالنفس ويوقعنا بالمحظور الذي لطالما نبّهنا منه".
نظامنا السياسي سقط..
وأشار ارسلان إلى أن الكذبة الأكبر التي نعيشها اليوم هي محاولة الاختباء وراء نظام سياسي قائم على حماية الفاسدين وتغذية الفتن المذهبية والطائفية، وقال: "نظامنا السياسي سقط ومنذ سنوات وأظهر فشله في العام 2005 بعدما عجز طوال السنوات الأخيرة عن حماية أي مؤسسة دستورية بالبلد".
ودعا ارسلان لعقد اجتماعي جديد ولمؤتمر تأسيسي يخرج بنظام لبناني جديد، وقال: "فلتكن لدينا الجرأة اللازمة للاقرار بأن النظام سقط بين ايدينا ولنتوجه لمؤتمر تأسيسي جديد، فشبابنا يهاجر والوضع الاقتصادي مترد إلى أبعد الحدود، طاولة الحوار سقطت وكل ذلك نتيجة ضعف النظام السياسي الذي جعل بلدنا مكشوفا أمنيا".
وذكّر ارسلان بأن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعا في وقت سابق لعقد اجتماعي جديد كما حثّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لوجوب التوجه الى مؤتمر تأسيسي، وأعرب عن اعتقاده بأن الوقت قد آن لذلك.
حرام تحميل سلام أكثر ممّا يحتمل
وردا على سؤال، اعتبر ارسلان أن المطلوب اليوم ليس اعتذار رئيس الحكومة المكلف تمام سلام لأن المشكلة لا تكمن بشخصه، "وحرام تحميله أكثر مما يحتمل"، مشدّدا على أنّ قوى الرابع عشر من آذار وما تمثله هي التي تعيق عملية التشكيل بربطها الملف الحكومي بوحي اقليمي، "وبالتالي فحتى لو اعتذر سلام وكلّف من كلّف يبقى اصرار 14 آذار على ربط أي حلحلة سياسية بأجندات خارجية العنصر الوحيد المعطّل".
وردًا على سؤال عن مشاركة لبنان بمؤتمر "جنيف 2"، شدّد ارسلان على وجوب المشاركة فيه وتأييده باعتبار أن لا حل للأزمة السورية إلا عبر السياسة، لكنّه أعرب عن خشيته من أن يكون الفريق الذي سيحاور النظام على الطاولة غير فاعل على الارض في ظل سيطرة التكفيريين ومن يمون عليهم على بعض الأجزاء "وبالتالي كيف نحاور هؤلاء ووفق اي منطق؟"