بعد أن دخلت اشتباكات جبل محسن وباب التبانة أسبوعها الثاني، ما زالت طرابلس تعيش تحت رحمة النزاع السياسي العقيم. وحصدت الاشتباكات أرواح 14 قتيلاً من بينهم شهيد للجيش اللبناني قضى أمس متأثراً بجروحه، هو الرقيب يوسف كمال، ونحو مئة جريح بينهم ثمانية عسكريّين جرحى.
وبدأ الجيش اللبناني ظهر اليوم الاثنين 28 تشرين الأول بالانتشار في منطقة باب التبانة في مدينة طرابلس، بعد أن أكمل انتشاره في منطقة جبل محسن، سعياً لإنهاء النزاع السوري بين المنطقتين، وقد ترافق دخول الآليات العسكرية إلى باب التبانة إطلاق رصاص قناصة، قام الجيش بالرد على مصادرها.
وتحدّثت أنباء عن إصابة 5 عسكرييين في الجيش اللبناني أحدهم في حالة خطرة، إثر الإشتباكات الدائرة بين الجيش والمسلحين في باب التبانة في طرابلس. وأفاد مصادر صحفية عن تعرض الجيش لرصاص القنص، وسقوط قتيلين من الجيش اللبناني وعدد من الجرحى. وفي التفاصيل، فقد أصيب أحد المارة برصاصة قنص أدت الى مصرعه على الفور وهو عسكري، أما القتيل الثاني فقد لقي حتفه إثر قصف طال ملالته العسكرية.
حيث رفض البعض دخول تعزيزات الجيش اللبناني إلى المدينة لفك الاشتباك، واعتبروا دخول قوات الجيش اللبناني إلى المنطقة احتلال.
وتحدّثت المعلومات عن تدابير أمنية وعسكرية جديدة ومشدّدة في طرابلس ، وقد توجّهت أمس قوى إضافية من "مغاوير البحر" إلى المدينة لتنضمّ إلى بقية القوى العسكرية المنتشرة فيها منذ فترة، وبدأت عصر أمس الإنتشار في منطقة جبل محسن، بدءاً بالنافورة مروراً بالمشارقة وصولاً إلى حيّ الأميركان، وتعتبر الخطوة الأولى من الخطة المنوي تنفيذها بين جبل محسن والتبانة وفي أرجاء المدينة لإلغاء ما يسمّى خطوط التماس التقليدية بين المناطق.
وبالإضافة إلى الحواجز الأربعة الرئيسة المقامة عند مداخل المدينة للتفتيش، فقد تولّت قوات إضافية تسيير ست دوريات مؤلّلة في شوارع المدينة وتتولّى نصب الحواجز الطيّارة بين فترة وأخرى، ما يؤدّي إلى الإمساك بمفاصل المدينة إلى جانب وحدات الجيش والأمن العام فيها.
وأكدت مصادر أمنية أن الجيش سيضرب بيد من حديد أي مسلح ولأي جهة انتمى، وسيوقف المخلّين بالأمن وسيقوم بتنفيذ مداهمات تشمل كل الأبنية في جبل محسن وباب التبانة لملاحقة القناصين.