زيارة المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي لايران ,مقدمة ضرورية لتسهيل مؤتمر جنيف, باعتبار ايران لاعب أساسي في الملعب السوري, ودولة نافذة فيها, وممسكة بكثير من أوراقها, ودونها لايمكن البحث بالموضوع السوري بطريقة جدية, أو التوصل الى حلَ دون أن تكون ايران احدى ضلوعه الأساسية . لقد أسهمت ايران في ايقاف تدهور النظام السوري, وأعطت للموقف الروسي قوَة وفعالية صرف منها في مفاوضاته المتعبة مع الأوروبيين, والسهلة مع الأمريكيين , وتمكن من الاتكاء على عنصر اضافي ميداني منحه ايَاه التدخل الايراني المباشر في الحرب السورية,بدلاً من التلويح بالفيتو كورقة وحيدة, ويتيمة لا يقدر الروسي على استخدام غيرها, تحصيلاً منه لمكاسب استراتيجية, في منطقة تعجَ بالمصالح الاقتصادية الضخمة . من هنا جاءت زيارة الابراهيمي للجمهورية الاسلامية الايرانية تلبية لنداءات المؤتمرين الأساسيين من غربيين وروس يرون في الايراني شريك فعلي في الأزمة السورية وعلى المستويات كافة, وقد يكون الممثل الحقيقي لحصَة السلطة في التسوية سواء أكانت على يدَ جنيف\2أو \3أو \4,ولأن الابراهيمي يفهم ذلك, كما يعلم ذلك, الأقربون والأبعدون من الأزمة السورية ,دعا ايران الى المشاركة في المؤتمر لتسهيل الخطوات الأولى والتحضيرية لمؤتمر معقَد جداً, وصعب لأن الأمورالسورية, والعربية, والاقليمية, غير ناضجة حتى الآن لاجراء التسوية والتوقيع على حلَ يسهم في وضع النظام والمعارضة داخل قفص سياسي وسلطوي ينقل الصراع بينهما من مستوى الى مستوى آخر, كما هو حال النموذجين اللبناني والعراقي . لقد أثبتت ايران صحة موقفها, وريادة مشاركتها من الأزمة والحرب السورية, لذا يتعامل المجتمع الدولي معها كمفتاح أساسي للسلم والحرب في سورية, واذا ماوفق العرب, ومن خلال تشكيلي الجامعة العربية, ومجلس التعاون الخليجي, ومعهم تركيا, والمعارضة السورية ,على جلوس ايران كشريك فاعل, ومحاصص في جنيف\2- اذا ما حصل - تكون ايران قدَ كسبت الحرب, وربحت المعركة رغم أنَ الحرب السورية مازالت في بداياتها الأولى .