لماذا تبدأ الاشتباكات في طرابلس ولماذا تتوقف؟ سؤال يطرح مع كل جولة عنف جديدة في المدينة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، ١٨ عشرة جولة من الاشتباكات والسؤال لا يجيب عليه، ولكن في هذه الجولة الأخيرة، موقع لبنان الجديد وبعد تحقيق أجراه سيجيب عن السؤال بحسب ما تبين له من مصادر متعددة. بعد عيد الأضحى وبعد كشف شعبة المعلومات الجهة المخططة والمنفذة للتفجيرين الارهابيين الذين استهدفا مسجدي التقوى والسلام وتبين أنهم تابعون للحزب العربي الديمقراطي، بدأ هذا الحزب بمحاولات حثيثة لفتح جبهة جبل محسن باب التبانة وذلك للتعمية على ما اكتشف، إلا أن أهالي التبانة كانوا يقظين لمحاولة استدراجهم ويرفضون تحقيق رغبات رفعت عيد وجماعته.
اكتشاف الشبكة
بعد ان قامت الدنيا ولم تقعد احتجاجا على توقيف يوسف دياب تبين من خلال التحقيقات معه انه هو بنفسه من قاد وركن السيارة التي انفجرت أمام مسجد "السلام". ودياب هو واحد من مجموعة سبعة اشخاص جميعهم ينتمون إلى الحزب العربي الديموقراطي من منطقة جبل محسن ويرأسها المدعو حيان حيدر، هي المسؤولة عن تنفيذ التفجيرين الإرهابيين في طرابلس، وأن يوسف دياب هو من تولّى تفجير مسجد السلام في حين أن المدعو أحمد مرعي هو من قاد السيارة التي ركنها وفجّرها أمام مسجد التقوى". التحقيقات بينت ايضا أن المخابرات السورية بدأت التخطيط والتنسيق للعمليتين الإرهابيتين بالتعاون مع الموقوف الشيخ أحمد الغريب، لكن هذا الأخير لم يشارك في التنفيذ لأن الاستخبارات السورية ارتأت التعاون مع مجموعة لديها خبرات سابقة في مجال التفجيرات، ووقع اختيارها على مجموعة السبعة من جبل محسن" واما تفصايل العملية فهي كالتالي :سلّمت المخابرات السورية عملاءها السيارتين المفخختين في منطقة القصر القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية، ومن هناك سهّل المدعو حسن جعفر المعتقل لدى شعبة المعلومات مرور السيارتين عبر مدينة الهرمل إلى بلدة القبيات في عكار، حيث استلمتهما مجموعة السبعة التي نقلتهما إلى جبل محسن في 21 آب الماضي حيث جرى الإبقاء عليهما لمدة يومين قبل تنفيذ العمليتين الإرهابيتين في 23 آب". ودياب كان قائد محور الملولة ـ باب التبانة في الحزب "العربي الديموقراطي وعملية توقيفه جرت بصورة دقيقة وخاطفة ومن دون أي اشكال يذكر، حيث دهمت عناصر من فرع المعلومات محلاً تجارياً يملكه عضو المكتب السياسي في الحزب "العربي الديموقراطي" علي فضة عند مدخل الجبل، وأوقفت دياب بعدما كانت تحركاته موضع متابعة من قبل الشعبة منذ اكثر من شهر وبإشراف مباشر من القضاء.
عيد يتهم حزب الله
التحقيقات تدل أن رأس الخلية المدبر هو حيان حيدر، وبحسب مصادر واسعة الاطلاع تحدثت لموقع "لبنان الجديد" أن حيدر ليس على علاقة جيدة برفعت عيدبل هو على تواصل كبير ودائم مع المخابرات السورية، بعد اكتشاف ملابسات التفجيرين سرب رفعت عيد كلاما في أحد مجالسه الخاصة أن ليس له علاقة مع حيان حيدر بل الأخير تربطه علاقة مباشرة بالمخابرات السورية وبحزب الله، هذا الإتهام وصل الى مسامع حزب الله الذي انزعج من هذا الكلام وعلى الرغم من انزعاجه كان له اليد الطولى في عدم التصعيد العسكري في جبهة طرابلس على المحاور التقليدية وفضّل التزام الصمت، بقي عيد وجماعته يحاولون التعمية على التحقيقات وأرادوا فتح جبهة طويلة ومديدة لمحاولة مقايضة الملف القضائي بوقف الاشتباك في طرابلس. مصادر عسكرية أفادت موقع "لبنان الجديد" أنه لا دليل ثابت حتى الآن على ضلوع حزب الله ورفعت عيد بالتفجيرين، وأشارت:" قد يكونوا متورطين ولكن لا يثبت الدليل إلا بإلقاء القبض على حيان حيدر الذي سيكشف التفاصيل المتبقية للعملية الإرهابية، وحيدر موجود الآن في سورية التي هرب إليها بعد التفجيرين."
اللواء أشرف ريفي كان واضحا وواثقا من توجيهه الاتهام الى حزب الله والنظام السوري بالتخطيط والتنفيذ للتفجيرين وأكد أن طرابلس لن تركع لا لحزب الله ولا للنظام السوري، واعتبر أنه مهما كان العتب بين حزب الله ورفعت عيد إلا أن الأخير ربيب الحزب ولن يتخلى الحزب عن ربيبه بل سيبقى يمده بالمال والسلاح لأنه ينفذ له مآربه في طرابلس. وبين ارتهان الدولة وأجهزتها لحزب الله والنظام السوري ستبقى عاصمة الشمال في حال من التوتر والاشتباك خصوصا في ظل تقاعس الأجهزة الأمنية عن القيام بواجباتها ومكافحة كافة المظاهر المسلحة، سيبقى جرح طرابلس ينزف الى ما بعد زوال النظام السوري.