لم تعد بتلك الأهمية ملاحقة مصير مؤتمر جنيف ٢، في ظل ما يتبدى يوما بعد يوم من غضب سعودي عارم تجاه الغرب ، وتحديدا تجاه الحليف الاميركي ، غضب أوصل ملك المملكة وأمراءها حد الحرد عن تبوء مقعد غير دائم في مجلس الامن الدولي ، وهو المقعد الذي تناضل بعض الدول للوصول اليه .. 
ولم تعد بتلك الأهمية أيضاً ، متابعة ما يدور من إشكاليات وعقد تحيط بامكانية انعقاد هذا المؤتمر في ظل هذا النجاح الباهر لنظام الاسد ، في تفكيك معارضة وثورة ، كان يؤمل منها ان تكون ثورة واعدة ، تفتح صفحة مشرقة في كتاب هذا الشرق المظلم .. فإذا بها مع الأسف لا بل مع المرارة ، تنتهي في غياهب ًداعشً و ًجبهة النصرة ً ، وما يسمى ًبدولة الاسلام في العراق والشام ً . 
لا يلام السيد باراك اوباما ، فهو في النهاية يلحق مصالح بلاده ، ولا يأبه اذا ما واظب نظام الاسد على دك الشعب السوري يوميا بالبارود والنار . فهل كان يحلم الرئيس بشار الاسد ان يعيش لحظات الانتصار التي يعيشها اليوم .. بفضل سياسة السيد اوباما الرشيدة ؟؟ 
وهل كان احد يتوقع ان معارضة كانت تسيطر على  ما يقارب ال٧٠ ٪  من الاراضي السورية العام الماضي ، أضحت الآن تخوض المعارك ضد بعضها البعض . 
 قد يكون من المضحك المبكي القول ، ان الرئيس الاسد لو كان يعلم ان ضرب الغوطتين بالكيمياوي سيجلب له كل ذلك التعويم والحظ في البقاء على كرسييه .. لكان فعلها قبل ذلك بوقت طويل .
وهو من المضحك المبكي في الوقت عينه ان تعيش المعارضة السورية على مؤتمر لاصدقاء سوريا من هنا ، ومؤتمر لاصدقاء آخر من هناك ، وفي كل واحد منها يعاد الى اجترار المواقف والمقولات ذاتها ، بان لا تفاوض الا على ثابتة انتقال السلطة ورحيل الاسد ، فيما الاخير يصر على العيش في فضاء آخر ، ويعلن الترشح للرئاسة في العام ٢٠١٤ .
فبين تفكك المعارضة .. وانفصام الاسد .. يبدو ان جنيف ٢ سيستنسخ نفسه الى جنيف ٣ و٤ و٥ ... الخ .