بدأت الاستعدادات ميدانياً لمعركة القلمون التي تقضي بطرد مسلحي المعارضة السورية منها وتطهير هذه المنطقة من فلول المسلحين الذين فرّوا من غوطتي دمشق.
ويسلط الإعلام المحلّي والدولي الضوء على معركة القلمون بشكلٍ لافت، وتستمد هذه المعركة أهميتها من ناحيتين: فجغرافياً منطقة جبال القلمون هي التي تشكل المنطقة التي تضم سلسلة الجبال الغربية في سوريا، الواقعة في الشمال الغربي لدمشق (ريف دمشق الشمالي الغربي المتداخل بسلسة جبال لبنان الغربية) حيث تربط هذه المنطقة لبنان بسوريا وتعتبر منطقة إستراتيجية، وهي معركة ستمتدّ رحاها من الجولان حتى القصير.
فهي من جهة ستقوم على تجفيف منابع التدفق اللوجستي والبشري للجماعات المسلحة. ومن جهة أخرى ستكون استكمالاً للسيطرة على المنطقة الوسطى من البلاد وقطع طرق الاتصال والمواصلات الغربية بشكل نهائي بين قوى الجنوب وقوى الشمال لحصرها في مناطق محدّدة تمهيداً للإجهاز عليها نهائياً.
أما من الناحية التكتيكية فإنّ معركة القلمون تعني القضاء على ما يُسمّى لواء الإسلام وهو أكبر التشكيلات عدداً وتنظيماً وتجهيزاً، وهو اللواء الذي ارتبط اسمه بمعارك دمشق سابقاً وتحوّل من لواء إلى جيش، أًطلق عليه اسم "جيش الاسلام" وضم تحالف 40 فصيلاً معارضاً تحت راية واحدة. فالقضاء على هذا اللواء يعني القضاء على أهمّ القوى الموجودة على الأرض. ولا شك أن كلا الطرفين سيقاتل قتالاً مستميتاً في هذه المعركة لكي يعزز حضوره في التسويات السياسية المرتقبة لئلا يكون كبش المحرقة.
لا تاريخ أو زمان واضحين عن وقت بدء العملية العسكرية في القلمون، لكن تشير مصادر صحفية إلى أن المعركة باتت وشيكة وهي مسألة أيام وأسابيع، وهي تنتظر إنتهاء الإعدادات اللوجستية المتعلقة بها، ونتائجها الإيجابية لمصلحة القوات السورية وحزب الله سيكون وقعها على الميدان وفي السياسة أقوى من الصدى الذي واكب إنتصار القصير.
بينما كشفت مصادر أخرى أن معركة القلمون بين الجيش السوري والجيش السوري الحر قد بدأتفعلاً، ولم تكن الصواريخ الأربعة التي سقطت في البقاع يوم أمس إلّا تمهيداً لها.
وإن حزب الله سيكون له دوراً مباشراً في هذه المعركة التي يتوقف على نتائجها الكثير من المعادلات والتحولات، فضلاً عن أن جزءاً أساسياً من السلسلة الشرقية كان في محطات زمنية معينة مسرحاً لمواجهات بين مجموعات من الحزب وأخرى من المعارضة السورية.
فسواء قُرِعت طبول حرب القلمون أم لم تُقرع بعد، فما على اللبنانيين إلا أن يشدّوا أحزمة الأمان مجدّداً، استعداداً لفصلٍ آخر من فصول الخطر، في ظلّ شبه دولة لم تستطِع أن تؤمن لهم أدنى مستوى من مستويات الأمن والأمان وأثبتت بجدارة عن عجزها أمام تحصين حدودها مع سوريا ومنع استباحتها سواء من الداخل اللبناني إلى الداخل السوري أو بالعكس.