يبدو انه من أقدار اللبنانيين ان تبقى دائماً فرحتهم ناقصة ، وان تتلاعب بمصائرهم أهواء النزاعات الإقليمية ..
فك اسر اللبنانيين التسعة ، او من كان يطلق عليهم  ًمخطوفو أعزاز ً ، وعمت الفرحة أجواء لبنان ، حتى ان البعض توقف عند هذا المشهد الجامع في مطار بيروت الدولي لدى استقبالهم ، لافتا الى ان الشعب اللبناني يستحضر لحمته على عجل امام هكذا قضايا تمس الوطن برمته .. 
غير ان الفرحة لم تكتمل ، وصفقة مخطوفي أعزاز - السجينات السوريات - الطيارين التركيين ، بترت في اللحظات الاخيرة ، لعدم شمولها المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم اللذين علق الإفراج عنهما - بحسب معلومات من أوساط واكبت ملف الخطف بكل تشعباته - بسبب مسالة بعض ضباط المخابرات التركية المعتقلين لدى النظام السوري والذين تصر تركيا على الإفراج عنهم بشكل سري ، مقابل اطلاق سراح المطرانين اليازجي وإبراهيم ، فيما يتمسك النظام السوري بإشهار وقائع  العملية ، كي يثبت امام الرأي العام  وبالأدلة ، خفايا الدور التركي في الحرب السورية ..
وتنقل هذه الأوساط عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي سيواصل ملاحقة هذا الملف في الايام القادمة ، تفاؤله بخواتيم سعيدة وفي وقت ليس ببعيد،  فيما يتعلق بقضية المطرانين ، نتيجة توافر بعض عناصر الانفراج على المستويين الاقليمي والدولي ، والذي عمل الجانب اللبناني على اقتناصها لإتمام اطلاق مخطوفي أعزاز ، مضافا اليها اقتراب موعد الانتخابات التركية والتي تدفع برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى تقديم كل ما عنده بهدف قطع الطريق على خصومه في الداخل .. 
أما وقد فرجت في ملف المخطوفين بعد سبعة عشر شهرا ، فهل تفرج بعد سبعة اشهر في الملف الحكومي الذي لا يزال مخطوفا من قبل أقطاب ومحاور الخارج ؟؟ 
الجواب مع الأسف .. سلبي .. ذلك ان ظروف إنضاج تشكيلتنا الحكومية ، لم تحن بعد، وفي هذا السياق يبدي مصدر وزاري تشاؤما كبيرا ، ويلفت الى ان التنبؤ بولادة حكومة في لبنان في المدى القريب بات أمرا صعبا ، ولا سيما في ضوء ما استجد في مجلس الامن الدولي من رفض السعودية قبول عضويتها فيه ، الامر الذي سيطيل من عمر الفراغ على المستوى الحكومي ، فيما الخشية بدات تتعاظم من انقضاضه على الاستحقاق الرئاسي الذي بات ينظر اليه منذ الآن ، انه اصبح في خبر كان ..