دائماً ما تكون خيارات التيَارات والشخصيَات السياسية متعددة ومتنوعة انسجاماً مع مبادىء يؤمنون بها ,ويسعون من خلالها الى اقامة علاقات سياسية مع جهات محلية أو اقليمية ودولية يتقاطعون معها في الانتماء أو الانتساب, أو يذوبون فيها باعتبارها وعاء العقيدة أو الدين او الايديولوجية ,أو منظومة المصالح التي يتحركون وفق مشتهياتها ورغباتها .من هنا برر اللبنانيَون لأنفسهم عملية الانقسام حول العلاقة مع سورية, وحدود هذه العلاقة, وطبيعتها, فذهب فريق الى اعتبار سورية عدوة طامعة بلبنان, وتعاملت معه وعلى فترات متقاطعة باعتبار الوجود السوري احتلالاً, وذهب فريق لبناني الى حدَ التماهي مع النظام السوري, وتعاملوا معه من باب الذيلية, وكان أصغر عريف سوري في المخابرات يشتم كبار الزعماء السياسيين اللبنانيين, كما صرح مسؤول أوَل في النظام السوري .بغض النظر عن صوابية أو خطأنية المتماهين مع السلطة السورية, أو الكافرين بها, لأننا لسنا بصدد مناقشة علاقة تمَ مناقشتها بواسطة الحبر, وبواسطة الدماء, ولكن ما يهمني هنا, وعلى ضؤ نعت الضابط السوري جامع جامع بالبطل التاريخي نتيجة لخدماته الاستثنائية في لبنان طيلة سنوات حكمه للحجر والمدر. التوقف باستغراب مُقزز لأشخاص يمتهنون القذارة السياسية عندما يصفون مجرماً وقاتلاً للبنانيين بأوصاف البطولة, ويعترون فساده السياسي والأمني والاجتماعي والمالي والجنسي مكرُمة يستحق الشكر والثناء عليه . من الطبيعي أن نلتقي أو نختلف مع أنظمة, ومع نخب سلطوية, قدَ يكون للكثيرين تبريراً له أكثر من وجه محق في علاقتهم مع النظام السوري ومع الدولة,وهذا أمر طبيعي لا يتوقف عنده أحدَ لأنه يعبر عن ضرورات في المصلحة, حتى أنَ التابعين للنظام السوري يتحدثون عن فساد قيادات في جسميَ حزب البعث والدولة, وعندما يدافعون عن النظام يدافعون عن قيم عليا في السياسة وفي فكر البعث, ومن المعيب التغني والتباهي بشخص تاريخه أسود في لبنان ,فكيف يمكن لضابط مثل جامع جامع لم يرشق حجراً تجاه الجولان أن يكون في نظر سماسرة لبنانيين مناضلاً بعثياً خسرته الأمَة ؟ هذا ان دلَ فانما يدلَ على مستوى السياسيين الهابط الى درجة لا يوجد فيها كرامة وطنية .
جامع جامع ضابط برتبة قاتل
جامع جامع ضابط برتبة قاتلعلي سبيتي
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
3035
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro