كيف يمكن تأمل حكومة جديدة في البلاد ، بعد عيد الأضحى او قبل عيد الاستقلال او في اي موعد قريب آخر ، وها هي التحضيرات لمعركة طاحنة يستعد لها النظام السوري بمؤازرة حلفائه في الداخل ، تمتد من ريف دمشق - القملون - جرود عرسال ، وصولا الى الحدود الشمالية اللبنانية ، وها هو سعادة النائب عاصم قانصو ينبري الى توعد لبنان بأيام سوداء مقبلة ، رافعا سبابته بوجه ًالمراهنين على تطورات المنطقة من قوى ١٤ اذارً  بأنه سيقاتل شخصيا في هذه المعركة للدفاع عن نفسه في بعلبك . 
 لا يحتاج المراقب الى كثير من الاجتهاد أمام المعطيات الحالية في المشهدين الاقليمي والدولي  ليعرف ماذا سيحصل في افق تشكيلتنا الحكومية المرجوة ، فمؤشرات الاجواء المشجعة التي تراءت من محادثات النووي في جنيف والتي يؤمل ان ترسي نوعا من التفاهم الاميركي الإيراني ، ستشد بالطبع من عصب الرئيس السوري بشار الاسد الذي يعيش لحظات إنتشائه هذه الايام ، نتيجة اتفاق الاسلحة الكيميائية الروسي الاميركي والذي حفظ له البقاء في قصر المهاجرين اقله حتى العام ٢٠١٤ ، وبالتالي فان ما نقلته صحيفة الانباء الكويتية عن مصدر سوري مطلع ، عن بداية اتجاه الى انفتاح عربي واقليمي ودولي حيال دمشق ، متوقعا ان يعود الرئيس الاسد الى الجامعة العربية قريبا ، وان يستعيد الإمساك بمفاصل القرار في سوريا ، واذا لاحظنا بداية الاستدارة الجديدة الي ينفذها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ، الذي يبدو انه على مشارف الافتراق عن موقع دأب على توصيفه ًبالوسطي ًمنذ أحداث السابع من ايار ٢٠٠٨ ، والرضوخ مجددا الى حاضنة قوى الثامن من آذار ، وتحديدا حزب الله ، أمكننا في ضوء كل ذلك ان نستخلص ان ليس أمام الرئيس المكلف تمام سلام وتاليا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الا الصيغة الحكومية التي يرفع لواءها  ًحزب الله ً وهي صيغة ال ٩+٩ +٦ ، او الركون كل في موقعه ، الاول في المصيطبة والثاني في بعبدا ، حتى وصول الفراغ المحقق رويدا رويدا الى سدة الرئاسة الاولى .. وهو اقصى ما يتمناه  ًالفريق الممانع ً في هذه المرحلة .. 
 ... يتحدثون عن صلاحيات دستورية يمكن ان يلجا اليها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ، لفرض ما يراد فرضه ، وهذا ما يتطلب شجاعة وأقداما لا يزالان مفقودين عند الرجلين .. اقله في  المدى المنظور .