بعد غيابٍ دام حوالي تسعة أشهر، عاد مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، عاد إلى حضن الوطن الذي أُبعد عنه قصراً. غيابٌ ترافق مع شائعات كثيرة، كما العودة التي صحبها كلام كثير، أوّله أنه عاد ليخلف مفتي الجمهورية، أو عاد ليلعب دوراً على الساحة الطرابلسية والإسلامية والوطنية، أو عاد لينشر بشارة العودة المنتظرة لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري.
فما كان سبب الغياب، وما هو سبب العودة، وكيف ينظر سماحته إلى وضع لبنان الممزق بين محور الحرب السورية ومحور الفراغ الذي يلتهم جسدَ وطنٍ آذته أيادي أبناؤه العابثة بصراعات خارجية.
لفت مفتي طرابلس و الشمال مالك الشعّار في حديثٍ لتلفزيون المستقبل، إلى أن غيابه عن لبنان كان اضطرارياً، وقد عزم على العودة أكثر من مرّة ولكن أتته نصائح من جهات معنية ومسؤولة بأن يتريث، موضحاً أنه لو لم يتلقَ تطمينات بأن الأسباب التي أدّت إلى إبعاده عن لبنان قد زالت لما تمكن من العودة. لافتاً إلى أن الخطر الذي تمّ تنبيهه منه كان من نفس المناخ المرتبط بقضية سماحة - مملوك.
واعتبر الشعار أن المحافظة على أمن لبنان واللبنانيين واجب ديني، ورأى أن لا أحد يقاتل في سوريا من أجل لبنان، وكل ما يجلب ضرر على لبنان هو حرام، مؤكداً على مخالفته لحزب الله في هذا التوجه مئة بالمئة، معلناً أنه لا يجيز لأحد القتال في سوريا ولا في غير سوريا، معتبراً أنه يجب على جميع اللبنانيين التزام سياسة النأي بالنفس.
ولفت الشعار الى أن هناك أفراد يتصرفون بعض الأحيان برعونة، والتطرف هو أمر غريب وبعيد ومُستهجَن لدى أهل طرابلس.
وأوضح الشعار أنه ليس هناك معركة مع حزب الله بالمطلق، ولكن المشكلة تتحدد باستخدام السلاح في غير موضعه، مضيفاً أنه عندما استُخدِم في 7 أيار وفي خارج لبنان حصلت المشكلة، مشيراُ إلى أن أكثر من 95% من اللبنانيين كانوا مع الحزب في السابق إلا أن هذا التأييد تراجع وتآكل.مؤكداً أن حزب الله لم يتصل به خلال فترة غيابه، ولا يوجد أي علاقة أو زيارة معه، ولكن لا يوجد لديه عداء تجاه الحزب، معتبراً أنه ينبغي أن نعتمد الحوار وأن نبقى عليه.
وأشار الشعارإلى أن هناك أزمة كبيرة في كل دوائر الأوقاف في لبنان بسبب أزمة دار الفتوى وأحوال الناس ومعاملاتهم الدينية التي تتعرقل وتتأخر. وأكد أنه ليس في قطيعة مع أحد فيما يتعلق بدار الإفتاء تحديداً، معلناً أنه لن يترشح لمركز مفتي الجمهورية لأنه لا يريد أن ينافس أحداً إلا إذا حصل إجماع تام على شخصه.
وأعرب الشعار عن شكره الخالص لجميع من واكبه من لحظة الغياب إلى لحظة العودة، متوجهاً بالشكر لفرنسا والإمارت والسعودية، مشيراً إلى أن الشكر الكبير لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لافتا الى ان "عهده أن يكون وفياً للجميع وأن يكون بخدمة بلده وأهله من الجنوب إلى الشمال مروراً بكل التيارات، فالوطن هو أكبر منا جميعاً".
فهل سنرى الشعار على كرسي الإفتاء الجمهوري قريباً، وهل عودته ستكون مقدمةً لعودة سعد الحريري، وبغض النظر عن الأسباب التي عادت به إلى ربوع الوطن فإن عودته دون شك تُسدل على أهل طرابلس الذين اعتادوا التوتر والخوف بعضاً من ستائر الأمن والأمان المفقود لديهم منذ اشتعال الحرب السورية.