ليست المرة الاولى التي يقال فيها لاهالي مخطوفي أعزاز ، ان الإفراج عن أبنائهم بات مسالة ساعات .. ولعل تجربة الأهالي طوال فترة الاختطاف ، علمتهم ان لا يذهبوا في التفاؤل بعيدا، وان لا يصدقوا الا اذا حضنوا أبناءهم وأخوتهم بأيديهم . غير ان الكلام المسرب عن مصادر رسمية اليوم من ان اللمسات الاخيرة توضع على مسالة الإفراج عن هؤلاء المخطوفين ، وانهم نقلوا الى مكان آمن عند الحدود السورية التركية ، بالإضافة الى تصريحات بعض الأهالي من ان اتصالات الساعات الاخيرة الماضية تحمل الكثير من الإيجابية ، كل هذه الامور جعلت من هذا الملف يبدو وكانه يقترب من نهاياته السعيدة ..
والإشارات التفاؤلية الي طرأت على ملف مخطوفي أعزاز ، أراحت أجواء البلاد قليلا ، الا انها مع الاسف، لم تنسحب على باقي الملفات التي لا تزال تراوح في دائرة التعقيد والتجاذب السياسي ، بدءا من ملف تشكيل الحكومة الذي بات من المؤكد انه غير متيسر في المدى المنظور ، كما اعلن الوزير السابق وئام وهاب بعد لقائه الرئيس نجيب ميقاتي ، وصولا الى ملفين تقدما واجهة السجالات والأخذ والرد خلال الايام الاخيرة ، وهما ملف النفط ومسألة تمويل حصة لبنان في موازنة المحكمة الدولية . واذا كان ثمة إجماع من قبل كل الأفرقاء السياسيين على وجوب عدم التفريط بثروة لبنان النفطية ، والتي يمكن ان تدخله في نادي دول المنطقة المصدرة للبترول والغاز ، فان المقاربات المختلفة لهذا الملف من القوى الفاعلة ، هي التي تعرقل وضعه على السكة الصحيحة ، وتاليا انعقاد جلسة لمجلس الوزراء للبت به .
وفي اتصال لموقع ًلبنان الجديد ً مع وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس ، قال ، سبق لي وأوضحت منذ يومين ان الدستور يقول ان اي التزام جديد للدولة لا يمكن ان يكون في ظل حكومة تصريف اعمال ، وبالتالي يجب ترك الامر لحكمة رئيسي الجمهورية والحكومة ، فهما اللذان يقرران في موضوع انعقاد مجلس الوزراء ، مشددا على وجوب الخروج من بازار الاتهامات السياسية الفارغة . غير ان الموقف الذي نقل عن رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ، بلسان المستشار الإعلامي في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس ، من انه يوافق على عقد جلسة طارئة لحكومة تصريف الاعمال لإقرار مراسيم النفط ، شرط تفاهم الرئيسين سليمان وميقاتي ، قد يعتبر تحريكا لهذا الملف باتجاهات إيجابية ..
وفيما يتعلق بتمويل حصة لبنان في موازنة المحكمة الدولية ، تنقل مصادر عن أوساط الرئيس نجيب ميقاتي بان البحث جار بشكل حثيث مع رئيس الجمهورية بهدف ايجاد مخارج لتمويل حصة لبنان في موازنة المحكمة ، وتغطية هذا التمويل مئة بالمئة ، وبالطرق القانونية الصحيحة .
وتقول المصادر ان الرئيس ميقاتي ابلغ الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، انه وكما وفر التمويل في المرتين السابقتين للمحكمة ، سيعمد هذه المرة الى الالتزام بهذا الامر وضمن المهلة المتبقية والتي تنتهي مع بداية العام الجديد .
واذا استثنينا مسالة اللاجئين السوريين التي يحتاج التصدي لها الى جهود جبارة تتخطى قدرة وطاقة لبنان ، فلا يبقى الا ان ننتظر فرحة اطلاق مخطوفي أعزاز ، ونتأمل ان يسير تمويل المحكمة في خط سيره الطبيعي ، فيما الخشية ان يستمر انتظارنا للنفط ، كالذي ينتظر سمكا في بحر ، ويظل الموضوع الحكومي معلقا الى .. ما شاء الل
سجال في النفط والمحكمة والحكومة الى ... ما شاء الله .
سجال في النفط والمحكمة والحكومة الى ... ما شاء الله...نهلة صفا
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
331
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro