تفاوتت ردود الفعل الشعبية والسياسية على الانتشار الامني الذي شهدته الضاحية الجنوبية لبيروت التي استقبلت ما يقارب الــ 1000 عنصر من القوى الامنية الأمنية في خطوة لم تشهدها الضاحية منذ زمن بعيد .
شعبيا , لاقى انتشار القوى الامنية حالة من الإرتياح لدى الاهالي وأعربت شرائح كبيرة عن سعادتها بدخول الدولة الى الضاحية وشهدت بعض المناطق توزيع الورود على عناصر من قوى الامن والجيش والأمن العام , واعتبر مواطنون أن انتشار القوى الشرعية اللبنانية أفضل بكثير من انتشار حزب الله وأعرب بعضهم ان الجيش يتساهل أكثر مع المواطنين بعكس ما كان يقوم به حزب الله الذي كان متشددا أكثر لدرجة طلب الهويات من المواطنين بما فيهم النساء .
أما سياسيا فقد جاءت ردود الفعل بمعظمها مؤيدة للخطوة ومرحبة بعودة الدولة إلى الضاحية الجنوبية ورأى البعض ان موافقة حزب الله على دخول الدولة إلى الضاحية هي هروب للامام بعد الإنتقادات الحادة وحالة الإستياء الكبيرة من قبل أهالي الضاحية لما كان يقوم به الحزب على الحواجز التي أقامها وكذلك فإن موافقة الحزب جاءت لعدم القدرة على تحمل مقولة الأمن الذاتي التي حشر نفسه بها والتي اكتشف لاحقا أنها ليست لصالحه فجاءت تصريحات مسؤوليه برفض الأمن الذاتي والمطالبة بانتشار الدولة على كافة الأراضي اللبنانية وكانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لتأكيد هروب الحزب من هذا المستنقع وللتاكيد على مناصريه بالتعاون مع القوى الامنية وتسهيل حركتها .
ورأى مراقبون أن الحزب استشعر خطأ ما يقوم به بحق الضاحية وأهاليها وبحق نفسه أيضا فمهد الطريق لدخول الدولة الى الضاحية لتقوم بالمهمات المطلوبة منها تجاه أهلها وشعبها .
وربطت مصادر متابعة أن خطوة حزب الله هذه قد تأتي في سياق السياسات المنفتحة التي تعتمدها القيادة الإيرانية الجديدة بعد تولي الشيخ حسن روحاني رئاسة الجمهورية حيث بدأت السياسة الإيرانية الخروج من مرحلة الجنون السياسي التي اعتمدها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ,وأشارت هذه المصادر إلى أن خطاب السيد نصر الله الأخير لم يكن بعيدا أيضا عن هذا السياق .
من ناحية اخرى أملت هذه المصادر أن تنسحب سياسة حزب الله هذه على موقفه من الأزمة السورية فيعمد وبكل شجاعة على سحب مقاتلية من سوريا والعودة إلى لبنان وتسليم الدولة اللبنانية أمر الحدود بين لبنان وسوريا خصوصا وأن خطاب الأمين العام للحزب الأخير أكد أن الحل في سوريا لن يكون إلا سياسيا .