هو ذاك الطفل الحالم على ضفاف الألم....هو الرجل المثقل بالتحدي...الرقيق العنيد ...هو هذا الذي يدمع ويحترق ويعود ليبتسم ويسامح...هو هذا الذي يختلق من وجع السنين ضحكته....وينسج حرفه من عمق روحه.....دون اكتراث ودون ضوابط....مترفع متواضع... مجنون ...يحيى لأجل الحب ...يبحث عن عشق بحجم قلبه ومفاهيمه....يموت وينبعث من جديد...انه باختصار شديد ...كطائر الفينيق...
إنه الشاعر فادي قباني .. وهذا الحوار
نريد أن نتعرف في البداية على شاعرنا الاستاذ فادي كيف يعرفنا عن نفسه
-الإسم فادي سعد الدين قباني بيروت لبنان....من مواليد زحلة 1963 الأم من قضاء جزين..
جنوبي الهوى...مهندس الكتروميكانيك.أعمل حاليا بالتجارة والتسويق بعدما سلبتني الحرب العبثية الحقودة مصنعي وكل ما أملك.
- لا اعترف بأي انتماء سياسي أو حزبي أو أي تمييز لأني مجبول بكل حبة من تراب لبنان الحبيب ...مؤمن بكل الأديان السماوية ..أجلها وأحترمها فالأديان كلها لرب واحد جل جلاله وما يعنيني هو الإنسان فقط.
- أما عن شخص فادي قباني سيدي الكريم هو ذاك الطفل الحالم على ضفاف الألم....هو الرجل المثقل بالتحدي...الرقيق العنيد ...هو هذا الذي يدمع ويحترق ويعود ليبتسم ويسامح...هو هذا الذي يختلق من وجع السنين ضحكته....وينسج حرفه من عمق روحه.....دون اكتراث ودون ضوابط....مترفع متواضع... مجنون ...يحيى لأجل الحب ...يبحث عن عشق بحجم قلبه ومفاهيمه....يموت وينبعث من جديد...انه باختصار شديد ...كطائر الفينيق...
كيف بدأت رحلة الأستاذ فادي في عالم الشعر والادب من أي شاعر بدأت هل وصل شاعرنا إلى ما يريد ؟
-*ولدت بأواخر 1963 بعد جراحة قيصرية لإنقاذ والدتي والحكم بالتضحية بي وكان قدر الله أن أستمر ولذلك سميتُ فادي,,وفي السنة الثالثة تقريباً أصبت بداء نقص السكر في الدم الذي كان يدخلني بغيبوة الى حد الموت وقد تخطيت هذه الحالة بعد علاج رافقني سنين طويلة...
في التاسعة من عمري عام 1972توفي والدي وكانت صدمة كبيرة قادتني الى المجهول...وكانت أول كتاباتي الطفولية أرثي بها الحلم الذي كنت انمو بين يديه
كان الشاعر الكبير نزار صديقا للوالد وقد حضر للعزاء
وأعجب بما قدمته العائلة اليه بحضور الأديبة فدوى المنصب التي كان يربطنا فيها صداقة متينة ...أرادني أن ألقيها أمامه والحضور ومن ثم قبلني وأخذ قلمه من جيبه وأجرى بعض التنقيح مع التفسيرلما قام به وأراد من الاديبة أن تنشرها في إحدى المجلات التي لها علاقة بها وقال (فادي له مستقبل واعد ويكتب بعمق) ولم أكُن أعلم في ذلك الحين الا القليل عنه..
بعد مضي ثلاثة أشهر أصبت بالتهاب شديد بأسفل العامود الفقري والوركين وأدى بي حدود الشلل وطرحت الفراش ما يزيد عن الثلاث سنوات تخللها عدة عمليات جراحية كبيرة وعلاج دام سنوات عديدة مع مسيرة التحدي للوقوف والسير بشكل طبيعي والحمد لله
هنا كان الفصل المهم الذي أطلق قلمي ليخط الألم الذي استوطن طفولتي
ورافق دمعي الذي لم أكن قادراَ على الركض والإختباء لإخفائه عن العائلة
كنت أقرأ كثيرا ً من القصص والروايات التي كانوا يأتوني بها للتسلية كبديل عن اللعب الذي حرمت منه والدراجة التي حرمت منها والكرة وكل شيء
توسعت بقراءاتي بحيث ما عادت تغريني قصص الأطفالمع انها كانت قد اوجدت القاعدة الأساس للخيال الفكري والوحي عندي...
قرأت للأدباء نجيب محفوظ ,,طه حسين ,,عباس العقاد,,احمد شوقي
وكان الأجمل عندي هي عدد من كتب وإصدارات لنزار قباني الذي كان يراسلني بها عبر فدوى المنصب التي كانت بدورها تتطلع بشكل دائم على ما أكتبه وتقوم بتهذيب وتنقيح كتاباتي.
ذلك لم يمنعني من تحصيل العلم وأنا طريح الفراش والجبص يلفني من صدري الى أخمص قدمي ولا يتحرك بي إلا يدي ورأسي وعينين تقرأ..
وقفت... وبدأت السير من جديد بعمر الثانية عشرة والتحقت بالمدرسة وأجريت امتحانات للثلاث سنوات معاً.. ونجحت وتفوقت لأني اصريت على التحدي منذ نعومة اظافري
كنت مميزا حسب تقدير اساتذتي دائما بكتابة النصوص ومواضيع الإنشاء والأدب وكتب قصائد وطنية وإلقائها في الإحتفالات وهذا ما اعطاني مزيدا من الثقة والعزم على اكمال مسيرتي.
وصلت الى المرحلة الثانوية وكان لي استاذاً في الأدب العربي أعجب جدا بكتاباتي وبأسلوبي وكان لنا صولات وجولات مع شعراء الجاهلية والحقبة العباسية والأموية وصولاً الى الشعر الحديث.
وقفت مطولاً عند أمرؤ القيس ,,أبو فراس الحمداني,,أبو علاء المعري,,إبن الرومي ,,أبو النواس ,,المتنبي وعمر بن أبي ربيعة
جميل بتينة ,,الفرزدق...وغيرهم كما كان لنهج البلاغة اثر عظيم في تفسي الا وهو فن الخطابة وبلاغة الكلم عند الإمام علي بن ابي طالب (ع ).
استوقفني بدر شاكر السياب برحلته مع الألم الم الجسد وألم الوطن
تعمقت وأخذتُ جداً بجبران خليل جبران ..اكتسبت منه جمالية الروح
وتهت مع الأرواح المتمردة.. والنبي وحبه للشاعرة مي زيادة
قرأت ميخائيل نعيمة والأخطل الصغير الخ كما اني جمحت بين سطور الشاعر الزجلي خليل روكز خصوصا بمناجاة حبيبته وهو على فراش الموت .
وبقي نزار واسلوبه الذي كسر قواعد الصرف والنحو والأبيات المتراصة واطلاقه عالماً جديد من الشعر والنثر , وكنت بدأت أميل وأندمج باسلوبه دون قصد وأصبح قلمي حراً أكثر وأوفى للتعبير عما يختلج بي الى أن حملت هويتي الشعرية الخاصة.
لكل شاعر رسالة ما هي رسالة الاستاذ فادي كشاعر ؟
- الحب ولا شيء سوى الحب....الإيمان محبة ...الإحترام محبة... الإنسانية محبة....العيش الكريم محبة...الأخلاق ..الوطن والإنتماء محبة..الكرامة محبة....لأن الله بوجوده وتعاليمة وقدسيته محبة ...
لذا اكون شرسا إذا ما مس احد هذه المحبة بكافة صورها بشيء من السوء...وأكون متفانياً الى أقصى الحدود في هذه المنظومة الإلهية التي احيا بها ولأجلها...
نرى في كتاباتكم شيئا من السياسة هل يستطيع الشعر أن يعبر عن قضايانا السياسية والاجتماعية
- الشعر هو رأس الحربة في إيصال الرسالة بوجهتها الصحيحة الشفافة والجارحة بنفس الوقت....فما تقوله اقلامنا لهو ابلغ وأوفى من الصراخ بالفراغ وكثيرا ما تجمح الشعوب عن وجهتها وأهدافها الصحيحة بسبب اصحاب الغايات والإتجاهات المتعددة لأن السياسة وروادها لا آذان لهم تسمع وإنما عمق الكلمة والأسلوب يأتيهم كأزيز الرصاص...الشعر السياسي يا سيدي الكريم هو فتيل يوقظ بركان نائم من غفوته...
ما هي الروافد التي صنعت تجربتكم الشعرية ؟ هل خاض شاعرنا غمار الرواية او القصة ؟
- الرواية والقصة لم تكن سوى الطريق الذي عبّد سطوري نثرا وشعرا...وكنت قد ذكرت فيما سبق عن الحالة او بالأحرى حقبة من بداياتي التي كانت وافية بقراءاتي وتعمقي بالقصة او الرواية وانما لم ادخل هذا الغمار ولكن في الكثير من قصائدي تحمل قصة متكاملة بحد ذاتها حتى انها صنفت بأكثر من محفل ومن النقاد بالملاحم الشعرية ...
فادي قباني .. إلى أي شعر تنتمي ولأي شعر تنتصر بين الشعر الكلاسيكي القديم والشعر الحديث وبين العامية اللبنانية والفصحى و هل يمكنك أن تعتبر أن الشعر العربي خرج من إطار التفعيلة إلى مداه الأرحب والأوسع ؟
- ما كان انتمائي يوما محدودا ...أو مقيدا ...اكتب العامية وأكتب الفصحى....اتوق الى الشعر العامودي المفعل واعود لأتحرر من قيد التفعيلة وإنما التزم الروحية الجمالية والموسيقى في اداء القافية واحاول ان افي القصيد مستواه عبر القافية وإن كان حرا....... اكتب واهوى العامية بلهجتنا اللبنانية وتراني اعود بعد لحظات لأكتب قصيدة مفعلة او قصيدة نثرية بوقت قياسي متقارب وهذا ما يشفي غروري والتعبير بما يفي لما يختلجني من حالة احياها (فلكل وقت آذانه ..وطقوسه) واكثر كتاباتي ليست إلا ارتجالية او بالأحرى ابنة لحظتها خصوصا على موقع التواصل الإجتماعي ... واعود غالبا بعد فترة لتنقيح ما كتبت او استلهام واضافة بعض الأبيات ...مما يجعلني بحالة من الرضى .
ويبقى الشعر العربي بهالته متربعاً على عرش الأدب ولا يمكن اجتنابه لتاريخه العريق وأسس اللغة العربية والمعلقات والملاحم الشعرية التي خطها عظماء شعراء العرب.
أما في زمننا الحاضر لا يسعنا أن نستهين بجماليات وإبداعات من يخط أحاسيسه وما اطلبه الإبتعاد عن الإبتذال والتكرار الممل واللون الواحد فالشاعر لا حدود له ويجب أن يحرر حرفه من قيود روتينية تجعله والقارئ في ملل وعدم الرضى بعد حين....
بالفعل نشهد بالبعد عن الشعر العامودي التفعيلي التقليدي كم كبير من الكتاب والشعراء في عالمنا العربي الذين وجدوا ملاذا بالشعر الحر النثري والشعر الغنائي الى توسيع الدائرة لرواد الحرف وقرائهم وهذا يعتبر اننا في حالة متنامية يشهد لها بالأخص لسهولة التصفح والقراءة والكتابة عبر المواقع الإلكترونية ولو اني حزين على اهمال الكتاب وروحيته القدسية وعدم اقتنائه.كما حزني وألمي لما يصادفني من بعض الكتابات المغلوطة التي لا تنتمي ومن كتبها للشعر والأدب بصلة من بعض مَن يدعون الحرف ويشوهون صورته الجمالية بإفلاسهم التقافي.
كلهم يكتبون للحب معه وعليه ماذا يكتب الاستاذ فادي قباني و ماذا كتب للحب .. هل يستطيع الشاعر ان يكتب الحب بصدق ؟
-ما من شاعر إلا وكتب للحب...فالحب هو حبر القصيد الأول عبر التاريخ...نزفا كان او دمعا ما بين فرح والم.....اما عن مصداقية ما اكتب من حب فهذا سؤال تردد كثيرا ....وسأجيب بكل صدق....صحيح ان الخيال هو سمة الشاعر ولكن ما كانت يوما خيالاتي وابتهالاتي في الحب إلا من صميم واقع احياه واشعره وأغوص الى أعماق أعماقه...ممكن ان تراني يوما ابتعد عن الكتابة لفترة معينة وغير محسوبة بسبب حالة من الفراغ او الضياع او بسبب حالة نفسية معينة وانما ما خط قلمي يوما شيئا من عبث وما بحثت يوما عن كلمات لأرصفها على سطوري لا تحمل معها روحي وذاتي وكل احاسيسي فقط لأني يجب ان اكتب او لأتبجح بما لست مقتنعا به أو لا يعنيني ..الحب باختصار هو نبوءة الشاعر ...هذا أنا بكل شفافية كما وعدتكم...
فادي قباني الناقد ماذا يقول لنفسه ؟
-كن كما أنت دائما وأبدا.....محب ...متمرد حر...مجنون ومسامح...واحذر افراطك بالثقة العمياء...
أما عن كتاباتك....تروّ واقرأ قبل نشر ما تكتبه....وليتك تعود وتعطي بعضا من وقتك للكتابة على الورق....
برأيكم هل تنصف الدولة اللبنانية ومؤسساتها المعنية الشاعر والكاتب البناني ؟وهل من كيانات أو اطر تجمع الشعراء والكتاب اللبنانيين ؟
للاسف موطن الحرف والأبجدية لا إنصاف فيه لشاعر أو كاتب او صاحب ملكية فكرية ولا حتى لفنان أو مبدع على كل المستويات.....في بلدنا استاذي الكريم لا انصاف إلا لملوك الطوائف وامراء الحرب وثقافة السلاح والنهب والرشوة والمحاصصة والغنائم والمراكز السلطوية التي اعمتهم عن تاريخ واصالة هذا البلد العريق...استبدلوا الحرف بالتحريف والحب بالحرب ...اكثر الشعراء لا تملك تكاليف الطبع أو انها تستدين لتغطي تكلفة حفل توقيع قد لا يعود عليهم بجزء مما بذلوه من ارواحهم المعلقة على صفحاتهم....
وما اعاد النصاب لتجمع الشعراء والتعارف فيما بينهم وقرائهم هو بكل صراحة التواصل الإجتماعي الذي جهدنا من بداياته الى خوض هذه التجربة التي اعطت اصداء ايجابية مهمة جدا بين الشعراء والكتاب مع انها لا تخلو من بعض الشواذات التي تحصل ما بين قرصنة او تعدي من بعض الحالات الشاذة التي تخترق صفوتنا...وإنما الإيجابيات كانت اكبر بكثير من السلبيات على صعيد التقارب والصداقات المتينة التي فرضت واقعنا على الأرض بجهودنا الخاصة....ويبقى العتب كبير على غياب الدولة ورعايتها لهذه الحضارة الثقافية الأدبية الفاعلة ...وحتى الأوسمة التي نراها على نعوش عظمائنا قد لا يراها ابناءنا بالعقود القادمة...مع انها لا تجدي نفعا ولا تنصف احدا بعد فنائه....لذا ادعو الجميع الى التكاتف وتأسيس نقابة فاعلة تعنى بتنظيم هذا الخلل الحاصل واعتماد دور للطباعة والنشر والحؤول دون استغلال الشاعر وإيفائه حقه على أكمل وجه ...والتكاتف للنهوض من هذه الهوة العميقة التي تنذر الجميع بالزوال....
عرفنا عن انتسابكم لمنتدى بنت الارز اللبناني العالمي للثقافة والادب كيف ترون هذا المنتدى وماذا يعني انتسابكم لهذا المنتدى .
انتسابي الى منتدى ابنة الأرز هو روحي اكثر من كونه مادي ملموس....قد باركت هذه الخطوة العظيمة وخصوصا ان المنتدى يجمع باقة من الشعراء والأدباء المشهود لهم بقيمهم وحرفهم وإبداعاتهم....ويربطني مع الشاعرة الغالية انجل ابنة الأرز صداقة قديمة ومتينة ولا بد ان احييها عبر موقعكم الكريم مع كل محبتي واحترامي وتمنياتي لها ولكم بالتألق والنجاح الدائم...وما يعنيني بانتسابي الى هذا المنتدى أو غيره هو لتفعيل العمل الذي سبق وتحدثنا عنه للوصول الى ما يليق بنا كشعراء وكتاب لبنانيين اولا والوصول الى وضع خارطة طريق تبدأ بخطوة تجاه الألف ميل وذلك طبعا بالتضامن مع اخواننا الشعراء في العالم العربي...
ما هو رصيدك الشعري والأدبي هل لديكم منشورات يمكننا أن نتعرف عليها ؟
رصيدي الشعري يتعدى الثلاثة آلاف وخمسماية مخطوطة ما بين قصيدة شعرية ونثرية وخاطرة وإنما الظروف القاهرة حالت بيني وبين الطباعة والنشر عدة مرات...منها احوال امنية وحروب اطاحت بكل ما املك من ارشيف ومنها مادية أو مرضية أوالسعي الى الإنتاج والكيب المادي في بلد ضاقت به سبل العيش بعدما نهب مصنعي بإحدى الحروب الهمجية التي مر بها لبنان واصبحنا رهن الوظيفة والدخل المحدود.
هل يمكننا ان نتعرف على مجموعة من كتاباتكم ؟ ( مجموعة من كتاباتكم )
أليك سيدتي
في الحب.. مضيتُ
أليك سيدتي
صهوة المجهول.. امتطيتُ
أشهرتُ كلَّ اقلامي..
جيَّشتُ كلَّ أوراقي..
كلَّ كلِماتي
وقدْتُ..
قدتُ أليك سيدتي
إلى عينيك..
إلى شفتيكِ..
أعْتى ثوْراتي ..
فمرْحا برِمشكِ.. إذْ أُعدمُ
ومرْحا بصدركِ.. إذْ أُهزمُ
فلولا أنتِ،
يا امرأةً
أشعلت النَّار في دمي
ما عشقتُ..
وما غزوتُ..
ولولا أنتِ مـا كنتُ..
ولا كانتْ في الهوى..
أجمل انتصاراتي..
ولولا أنتِ
ما اسْتبسلتُ..
وما اسْتُشْهِدْتُ..
ولا خُلِّدَتْ.. في العشقَ..
كتاباتي..
هكذا أرادوا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قالت :
إن أتَيْت؟..
لن أُجالِسُك إلّلا القليل..
وإن ذهبت!..
لن ترَاني..
ولن أودّعك!..
هكذا أرادوا !..
إن تكلّـمـْت!.. فلن أدخل بالتفاصيلوإن تمزّقت..
ممنوعٌ عليًّ ..
أن أداوي جسدك العليل.
هكذا أرادوا!..
أرادوني كما أرادوك!..
أرادوا أن تنتهي روائع القصص..
فأقـْصوكْ!..
يعرفون أنَّ القصص والروايات تنتهي،
ولكنـّهم لا يعرفوك!..
إسمح لي بأن أكلمك بلهجتهم..
هكذا أرادوا ..
إرحل!. فلا أريدك...
ولكن!.
لا تبتعد.. أرجوك..
فأنت لي...
سألوِّن وجهي بدمك..
وأتلذذ بقتلك..
ولكن لا تمُتْ..
فأنت لي..
علموني الزّيف ..
وألبسوني رداءاً ليس لي.
ورميتك في المجهول!..
أصبح لساني ينطق بما يقولون..
هكذا أرادوا!..
إحْمِل طيفكْ.. وابْحرْ بأحزانكْ..
أردتك أن تكرهني!..
وأنا التي أعلم..انك لن تكره..
ولكن!
هكذا أرادوا..
إنتظرني كي أبعُد..
ولكن...
لا تبتعد!..
أخاف السـّير بدونك..
أحبــك!..
ولا أريدهم أن يروك في عيْنَيْ..
عرفوا أنك مجنونٌ بحبك..
فأرادوا أن يُنْهوك!..
عرفوا أني أداويك بهمسي..
فأرادوني أن أشُحَّ عنكْ!..
أرادوا قتلك دونَ تردُّد!
وأعرف أنّك ستكشف لهم عن صدرك..
لأنك متمرِّد!..
خفتُ أن يؤلموكْ..
أردتُ أن أبتر نفسي من قلبك
وزرعت بيدي خنجرهم المسموم!
علـّك تحتقرني...
فلا تتألم..
فقتلت نفسي فيك ..وأقصيتك...
أعذرني حبيبي
هكذا أرادوا..
سئلت عنك
~~~~~~~~~~~~~~~
قالوا:
من هي؟
قلت:
من يعرفني يعرفها
قالوا:
هل هذه أحجية ؟
لغزٌ ؟.. أم فلسفة ؟..
صِفْها لنا، علّنا نفهم ..
إنّا لا نراك في الحبِّ..
الا مجنون..
قلت:
لا عجب لما أرى بكم عمّا تسألون
وما بأعينكم عن وصفي
أنتم باحثون..
فحبُّ العصر أصبح صفقة
وعند أكثركم وليمة
أو صيدٌ ثمين
ذكورٌ بهيئة الذئاب
ونساء كالماعز تُغْوى بأنيابٍ..
بَريقها الذّهب
تمتثل لما تأمرون..
أعذروني لجرأتي
أو لجنوني...
الحب أضحى
حفلة اغتصاب..
لحم ..وشواء..
تملأ فيها البطون
الحبُّ في مفهومكم نزوة
وغريزة لها تستسلمون..
وعذراً إن قلتُ..
الحُبُّ أرفع من أن ينتمي إليكم
كما تعتقدون..
أمّا حبيبتي...هي..
حياتي بعد موتي
هي تمرُّدي..
على قدري المجنون
هي النّور
في ظلمات عمري
هي الحرية
لحلمي المسجون
هي..بريقُ عيني
وبسمة شفتي
هي فرحي..
الذي كنتم بي تفتقدون
هي..أهلي وعشيرتي
هي كل النِساء
التي أهوى
كلَّ الحب
هي حبيبتي
هي من تعني أن أكون
أو لا أكون...
وشرفٌ لي
أن أغرسها على صدري وساماً
وأترقّى في الحب
لرتبة مجنون
كانت طفلـــــة
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت طفلة وكنت..
عا درب الهوى طيـار..
ما خطر ببالي يوم
أوقف قبالها وقفة المسمار
إتأمـّل جمالها،
إسمع كلماتها
للطرب أوتـــار
آية خلقها الرحمـــن
سبحان العاطي الرّقة والوقار
يـا قلب قللـــي
شو يللـي فيك صـــار
عند ما شفتها،
شعشع الليل..
عندك نهـار..
يا قلب قللــي
كيف رجعت تخفـق؟
يا قلب قللــي
ليشــكْ محتـارْ ؟..
ليش عا دربها موديني
لوين آخدني هالمشــوار؟
ليش عا مسـمعي؟
بأسمها صرت ثرثار!
يا قلب لا تلعب بصدري !
وبين ضلوعي..
تركض متل الزغار!..
خايف عليك توقع بحبها،
وما تعود تعرف تاخد قرارّ
هيّي بعمـــر الورد،
بلونالفــرح ،
بعطر الأزهار !
وإنت عطشان..
ســنيـنصرلك
بتتحدّى الأنهيار.
يا قلب بعرفك بعدك شب
والناس ما بتاخد بهالقرار!.
الناس ؟..
عمرك لعمرهـا بتقيس،
وبافلسفة ، بتاخد المعيار!
نسيوا إنُّه الخالقك الله ..
وعند ما كونك..
شوخلق اسرار؟..
معقول شافت فيك الحبيب؟
معقول مشاعرك..
بعدها مابتخيب؟..
معقول تزرع فيك الأمل؟
معقول تبني فيك الدَّمار؟
سؤال ما إلو عندي جواب،
إذا بتحبها لا تقلها،
خلـّيك بحالة إنتظـار!
بقلبك سرْ ،
خبّيها..
ولملمْ أخبــار
الذَّنبْ مشْ ذنبها
إذا إنتْ..
عُمْرَكْ عِشْتو..
بْيبْقى إلها..
حقْ الإختيار!.
فادي قباني