وسط السباق بين مساعي الحرب ومساعي التهدئة، بين طبول الحرب وطبول الصمت، تسيل المزيد من الدماء، وتشرد المزيد من العائلات. فهل استسلمت سوريا أم أنها تحاول اللعب في الوقت بدل الضائع من مباراة الموت السورية، وهل ستكون المبادرة الروسية بداية لوجود غربي في سوريا، وما أقرب الماضي العراقي إلى الحاضر السوري. وماذا عن معلولا، أين المبالغة وأين الحقيقة، وماذا عن لبنان الذي يقف عارياً في مواجهة العاصفة السورية الهوجاء التي تفتك بغصونه الممزقة على حافة الدولة.
مرسال غانم يطرح الملفات اللبنانية والسورية على طاولة كلام الناس في حوارٍ بين النائبين أحمد فتفت وسيمون أبي رميا، ويتخلّل الحلقة إطلالة لراغدة درغام من نيويورك حول المستجدات في أروقة الإدارة الأميركية والأمم المتحدة.
أكد النائب أحمد فتفت أن أكبر مستفيد من الحرب السورية اليوم هي اسرائيل، لافتاً إلى أن مصلحة الأميركيين عدم تقدم إيران وتعاظم دورها في المنطقة.ودعا إلى حل القضية السورية لأن إيران واسرائيل وروسيا يستفيدون منها والنظام السوري يذبح شعبه.وأشار فتفت إلى أن هناك إرباك في الغرب، لافتا الى ان مصلحتنا في لبنان بنظام ديمقراطي في سوريا.ولفت إلى أن النظام السوري منعنا من ترسيم الحدود وهو يمنعنا من التحرك ويقفل الحدود.واستنكر فتفت ما يحصل في معلولا والمجازر تقع في كل المناطق السورية، لافتاً إلى أنه رأى الدبابات السورية تقصف معلولا ولا كلام عن اعتبارها عاصمة للصليبيين.وأشار إلى أن النظام السوري يركب الأفلام ومن ثم يدّعي حماية المسيحيين، مؤكداً ان المسلم المعتدل ضد الإسلام المتطرف اليوم في لبنان والمنطقة.واعتبر أن حزب الله يتحكم بمرافىء الدولة والجمرك.
ورأى أن حزب الله يعرقل ويريد الثلث المعطل في الحكومة، داعياً إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن.وأضاف: "أننا خسرنا الرئيس تمام سلام ولكن نحترم موقفه باعتبار أنه لم يعد ينتمي لأي فريق بعد تسميته من 124 نائبا".
بينما رأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب سيمون أبي رميا، أن هناك نوع من الإرباك لدى الغرب حول موضوع استخدام السلاح الكيميائي في سوريا.ولفت إلى أن هناك تحالف استراتيجي لروسيا مع محور الممانعة، موضحاً أن التصلب الروسي يؤكد أن هناك تفاهم استراتيجي يتخطى الأمور الآنية التي يتم التحدث عنها.وأشار أبي رميا إلى أنه كان هناك رهان من كل الفريق الاقليمي مع الولايات المتحدة على الضربة ضد سوريا، معرباً عن اعتقاده ان هذا الرهان قد فشل، مؤكداً أن التيار الوطني الحر ينأى بنفسه عن التدخل نهائياً بالشأن السوري.ورأى أنه لن يكون هناك تسوية في سوريا إلا من خلال اتفاق روسي- أمريكي.
هذا وأكدت راغدة درغام، مديرة مكتب جريدة الحياة في نيويورك في مقر هيئة الأمم المتحدة، على أن هناك تشابه كبير بين ما قام به الرئيس السوري بشار الأسد وما قام به صدام حسين في العراق، كلاهما وضع النظام قبل البلاد وكلاهما وافق على حذف سلاح مهم في المعادلة الاستراتيجية التي قال بأنها موجهة بالأساس لاسرائيل. وأشارت إلى أن هذا لا يلغي أن يكون هناك ضربة على المدى البعيد، ولكن من الآن وحتى الانتهاء من موضوع السلاح الكيميائي لن يكون هناك ضربة عسكرية على سورية، ولكن حق الضربة موجود، احتفظ به باراك أوباما. ولفتت درغام إلى أن المساومة ما زالت على الأرض في الموازين العسكرية للأسف على حساب الشعب السوري. وبوتين يقوم بالحرب على حساب الشعب السوري لإبعاد التطرف عن بلاده، تماماً كما فعل جورج بوش في العراق، وأشارت بأننا أمام عراق آخر في سورية، وهذا ليس نهاية المطاف ولكنه يفتح الباب على دعسة أمريكية داخل سوريا.