الترقّب سيد الموقف..الكل ينتظر، والعيون شاخصة على الكونغرس من جهة، وعلى البيت الأبيض من جهة ثانية، وعلى سوريا دوماً. وبين التردّد والترقب تدور دوامة العنف وتحط رحالها هذه الأيام في معلولا الجريحة الخائفة على مصيرها وسلامها.
في حلقة الأسبوع في ساعة تم التطرق إلى آخر المستجدات على الساحة السورية في ظل التلويح بالضربة الأميركية. مع الضيوف: المعارض السوري ميشال كيلو ، البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، د.بسام أبو عبد الله، الصحافي فيصل عبد الساتر والمحامي أنطوان سعد.
أكد المعارض السوري ميشال كيلو على أن ما يجري في معلولا من تلفيق هو من أجل التغطية على ما جرى في الغوطة، وذلك لأن هناك حساسية غربية اتجاه المسيحيين وبشار يريد أن يلعب عليها. وشدّد على أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لن يدخل إلى سوريا إذا كان هناك حرب تصعيدية، وهو سيدخل سوريا سواء وافق الكونغرس أم لم يوافق، وكي لا يكون هناك تصعيد يجب أن تكون الضربة شديدة وساحقة وقوية إلى درجة أنه لم يُرَد عليها، لأن أمريكا ترى بأن الفرصة مناسبة لفرض هيمنة طويلة الأمد على المنطقة.
بينما رأى الدكتور بسام أبو عبد الله مدير مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية، بأن هدف أمريكا من الضربة هو إفساح المجال أمام المسلحين لتحقيق تقدم ميداني، ولفت إلى أنه في حال حصلت الضربة ستُفتح بوابة جهنم وسيرون كيف ستحوّل جهنم هذه المنطقة إلى رماد، وأشار إلى أنه لدى سوريا من الإمكانات ما سوف يفاجئ الكثير من الحالمين بدمارها.
وأكّد الوزير السابق وئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي عبر مداخلة هاتفية على أنه سيكون هناك ردّ على الضربة، والردّ سيشمل المدن الفلسطينية بدايةً، ثم يتطوّر ليشمل تركيا وبعض دول الخليج حسب تدحرج الضربة الأمريكية، وفي حال حصلت الضربة ستكون آخر المعارك في المنطقة وستكون معركة المليون قتيل، والطلقة الأولى ستكون 500 صاروخ على تل أبيب، والثلاثاء فجراً سنعلم إن كان هناك حرباً أم لا.
هذا وأكد البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم، على أن الصلبان رُفِعت عن الكنائس في معلولا ودخلها المسلحون، و90 بالمئة من أبناء البلدة هاجروا وهناك من 4 إلى 5 قتلى، بالإضافة إلى الجرحى والمخطوفين والمفقودين، والأوضاع صعبة جداً، وشدّد على أن ما يُقال عن أن الكنيسة مع النظام، أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً، لأن المسيحيين في سوريا كانوا مع سوريا وسيبقون مع سوريا حتى النهاية.
ورأى الصحافي والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر بأن الأمريكيين يكذبون، وأوباما وضع نفسه في مأزق كبير سواء قام بالضربة أم لا، واعتقد عبد الساتر بأن من هبّ ليدافع عن القصير تحت ذريعة الحفاظ على أمن المقاومة، بالتأكيد، عندما يشعر بأن هناك تهديداً أكبر، سوف يكون هو في خضمّ المعركة.
بينما أشار المحامي أنطوان سعد، رئيس المركز اللبناني للأبحاث والإنماء، إلى أننا نعيش في إطار دولة لها قانون ودستور، فلا يمكن لحزب الله أو لأي فريق آخر أن يأخذ قراراً خارج إطاره الإقليمي دون الرجوع إلى الدولة التي ينتمي لها، فعلينا أن نختار بين أن نكون منصاعين للدولة، وإما أن نكون خارجين عنها، ونعلن عن أنفسنا بأننا جماعات مسلحة منفلتة عن إطار الدولة، وهدفها تنفيذ سياسات خارجية على حساب دولتها ووطنها.
وبينما تتعارض الأفكار وتتوه الخطى بين حرب أو لا حرب، يسقط المزيد من الضحايا في سوريا التي تغرق بدماء ما تبقى من شعبها، ويغوص لبنان التائه عن مشروع الدولة أكثر وأكثر في الوحول السورية التي ستودي به يوماً ما إلى الهلاك.