اعتبر السفير اللبناني الاسبق في الولايات المتحدة الاميركية رياض طبارة أن حظوظ الضربة العسكرية الأميركية على سوريا كبيرة خصوصا أنّه من شبه المحسوم أن يصوّت مجلس الشيوخ مع الضربة على أن تتجه الأنظار الى ما سيكون عليه تصويت مجلس النواب المنقسم والذي يضم عددا أكبر من الجمهوريين مقارنة بعدد الديمقراطيين. وأوضح طبارة، في حديث لـ"النشرة"، أنّ اللوبي الاسرائيلي يتحرّك، بدفع من الرئيس الأميركي باراك أوباما، بشكل فاعل لضمان تصويت مجلس النواب مع الضربة، لافتا الى أن لا إمكانية للجزم بشيء نهائي بالرغم من كل ذلك، وقال: "حتى لو صوّت مجلس النواب ضد الضربة فان أوباما قد يلجأ لتجربة كوسوفو حين نفذت الضربة العسكرية بموافقة مجلس الشيوخ وحده".   موقف بريطانيا شكّل صفعة لأوباما وردا على سؤال عن سبب عودة أوباما أصلا الى الكونغرس، أشار طبارة إلى أن الرئيس الأميركي الحالي بطبيعته متردد ويختلف كثيرا عن الرئيس الأسبق جورج بوش، كما لفت الى كون "الرأي العام الأميركي غير مرحّب باقحام نفسه بأي حرب ويفضل الابقاء على الانكماش والانعزالية التي يعيشها مؤخرا"، ملاحظا أن آخر الاستطلاعات أظهرت أن 4 أميركيين من أصل 5 يفضلون أن يتخذ الكونغرس قرار الحرب على سوريا ولا يتخذه أوباما فرديا. واعتبر طبارة أن موقف بريطانيا التي انسحبت من الضربة شكّل صفعة لأوباما ومفاجأة غير منتظرة على الاطلاق، مذكرا بأنّها أول مرة بالتاريخ الحديث لا تشارك بريطانيا الولايات المتحدة بحروبها. وقال: "في المرحلة الحالية أصبح من الصعب أن يتراجع أوباما عن الضربة مع العلم أنّه تراجع عن كثير من وعوده".   روسيا تفاوض بشكل جدي وعن امكانية التوصل لحل سلمي خلال اجتماع الدول العشرين المرتقب، أشار طبارة الى أن روسيا تفاوض بشكل جدي ومنذ مدة وهي قدمت الكثير من التنازلات على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلن مؤخرا أن روسيا أوقفت مدّ سوريا بالسلاح الاستراتيجي، وقال: "هناك وفد من الدوما الروسي يجتمع مع أعضاء مجلس النواب الأميركي ويمكن للمفاوضات ان تصل الى نتيجة اذا قبل الأميركيون بالعرض الروسي الذي يقول بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد دون أن يتم حل الجيش مع الحصول على ضمانة بما يتعلق بالأقليات وبالتحديد الأقلية العلوية التي يشترط ان يكون لها دور بالنظام الجديد لتأمين المصالح الروسية في المنطقة".   سوريا لن ترد وردا على سؤال عن حجم الضربة المتوقعة، لفت طبارة الى أن هناك ضغوطات كبيرة تمارس كي تكون الضربة قوية حتى أن السيناتور الأميركي جون ماكين اشترط ذلك للتصويت مع الضربة. وقال: "الضربة الأميركية لا شك لن توفر جبهة النصرة اذا ما كان هناك امكانية للتمييز بينهم وبين الجيش الحر ولا شك أنّها ستكون ضربة تتخطى تقليم الأظافر". وعن رد حلفاء سوريا المتوقع، استبعد طبارة أن تردّ إيران أو "حزب الله" على أي ضربة لسوريا، معتبرا أنّ لدى الحزب حسا بالمسؤولية أبعد من ذلك. وقال: "لقد رأينا كيف ردت سوريا على الاستهداف الاسرائيلي الاخير لها وهي لن ترد اليوم".