الضربة الأمريكية على سورية عنوانٌ عريض طبع يوميات هذا الأسبوع، واستهلّ مطالع نشرات الأخبار والصحف العربية والعالمية، فهل تمّ تأجيل الضربة أم أنه تم إلغاؤها، وما هي الأهداف الكامنة وراءها، وفي حال حصلت، فكيف سيكون الردّ السوري والإيراني والروسي، وأين سيقف حزب الله اللبناني وسط كل هذه التجاذبات الإقليمية والدولية الكبرى..؟؟
في حلقة الأسبوع في ساعة على قناة الجديد تم التطرق إلى آخر مستجدات التصعيد الغربي ضد سورية مع الضيوف: السفير الإيراني في لبنان عضنفر ركن أبادي، العميد المتقاعد أمين حطيط، المحلل السياسي الياس الزغبي، النائب السوري أنس الشامي، والمتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري خالد صالح.
أكد السفير الإيراني عضنفر ركن أبادي بأن الضربة الأمريكية على سورية هي خطة غير مدروسة وأوباما اليوم يدعو ليلاً نهاراً كي لا يوافق الكونغرس الأمريكي على الضربة، وهم الآن يبحثون عن مخرج لأنهم اكتشفوا بأن أمن اسرائيل سيكون في خطر، وشدّد أبادي على أن علاقة بلاده مع سورية استراتيجية وسيقفون الى جانبها في السراء والضراء وحتى النهاية. ولفت إلى أن أي غلطة في هذه الضربة المحدودة في هذه المرحلة الحساسة ستحولها إلى حرب شاملة إقليمية وربما عالمية.
وأكد العميد المتقاعد أمين حطيط بدوره بأن أمريكا لم ولن تجرؤ على توجيه أي ضربة لسورية، فهي هُزمت لأنها قررت حرباً وفشلت في تنفيذها، وأشار حطيط إلى أن هناك سلاح كيميائي استُعمل في سورية ولا شكّ بأن العصابات المسلحة هي من استعملها، ولفت إلى أن أمريكا يمكن أن توجه ضربة لسورية فقط في حال قررت الإنسحاب من الشرق الأوسط.
بينما رأى الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي بأن الضربة قد حققت بعض إنجازاتها قبل أن تُنفذ حتى، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتراجع عنها، ومجلس الأمن مُعطّل بسبب الفيتو الروسي والصيني، ولن ترد سورية الآن في حال تم ضربها من أمريكا بعد 42 سنة من الهدوء في الجولان.
وأكّد عضو مجلس الشعب السوري المحامي أنس الشامي بأن سورية ستردّ في حال تعرضت لأي اعتداء من أمريكا أو غيرها، مُراهناً على الجيش السوري وعلى حلفاء النظام السوري "حزب الله، إيران وروسيا" ، وصرّح بأن أيّاً كان من استخدم غاز السيرين في قتل الأبرياء يجب أن يُعاقب.
هذا ونفى رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف السوري المعارض، أن تكون المعارضة قد علقت آمالها على الضربة الأمريكية لأن الجيش النظامي لا يخشى هذه الضربة لأنه الجيش الثالث عشر في العالم، ولكن ما يخشاه هو عمليات الانشقاق التي ستحدث في ظل هذه الضربة، وأعلن عن انشقاق مسؤول العمليات العسكرية في الجيش النظامي، وأنه تم تأمين خروجه إلى جنوب تركيا وأعلن عن مؤتمر صحفي مع هذه الشخصية العسكرية يوم غد.
فهل سيستفيق العالم غداً أو بعد غد على وقع ضربة أمريكية تحدّ من إمكانات النظام السوري، لتعيد التوازن العسكري على الأرض، أم سيستفيق على حربٍ عالمية ثالثة كفيلة بأن تدمّر ما تبقى من المنطقة..؟؟