عتبر وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال علي قانصو أنّ "الدول الغربية تهدف، من خلال الحشود العسكرية في المتوسط، إلى التهويل على سوريا بهدف ابتزازها وانتزاع مكاسب للمعارضة السورية، التي هي حليفة التحالف الغربي"، مشيرا في الوقت عينه إلى أنّ التهديدات لسوريا قد تكون جدية، بمعنى أن التحالف الغربي قد يوجّه ضربات لبعض الأهداف في سوريا. وفي حديث لـ"النشرة"، أوضح قانصو أنه "لو صح الإحتمال الثاني فإنه لن يستطيع أن يحقق الأهداف التي تتوخاها أميركا من ورائه، ما يعني أنه حتى لو استهدفت أميركا بعض المواقع السورية فإنها تعجز عن إحداث خلل في ميزان القوى السورية".   طبيعة العدوان تحدد نوع الرد ولفت قانصو إلى أنّ أميركا، في حال أقدمت على توجيه تلك الضربات الى سوريا، فإنها تثبت أنها لا تعير القوانين الدولية ولا الشرعية الدولية أي حساب، مشيرا الى أنها "بهذه الطريق تضرب بعرض الحائط القانون الدولي تماما كما فعلت في أكثر من منطقة في العالم". وعن الرد العربي على الضربات الأميركية، رأى قانصو أن "الرد سيكون حسب طبيعة العدوان ولا أحد يستطيع أن يجزم الى أين ستؤدي تداعيات هذا العدوان على كامل المنطقة".   الوسائل الاميركية لم تؤد لنتيجة ورأى قانصو أن "أميركا وحلفاءها الغربيين لم يذهبوا الى الإستنفار العسكري إلا لأنهم لمسوا أن كل الوسائل التي استخدمت في الحرب على سوريا لم تؤد الى أي نتيجة بل على العكس الحكومة السورية إستطاعت أن تصمد وأن تحفظ وحدتها ووحدة جيشها"، مشيرا إلى أن هذا التحالف يستخدم لذلك ما أسماه "الخرطوشة" الأخيرة عسى أن يتوصل الى إيجاد ميزان قوى جديد قبل أن يذهب الى مؤتمر جنيف 2 على قاعدة هذا الواقع. ولفت قانصو إلى أنّ "هذه "الخرطوشة" لن تحقق أيا من أهدافها وسيجد التحالف الغربي نفسه أمام خيار وحيد هو الذهاب الى مؤتمر جنيف 2".   نتائج الميدان تحدد الحلول وأشار قانصو الى أن "نتائج الميدان هي التي تحدد إتجاه الأوضاع والحلول في سوريا"، معربا عن ثقته بأنه "ما دام الجيش السوري يحقق إنجازات الأرض فإنّ الجميع سيسلمون بأمر واقع وبالحل السياسي لهذه الأزمة"، لافتا إلى أنّ أي حل سياسي لا يمكن أن يقوم إلا بظل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصا بعد صمود سوريا لاكثر من سنتين ونصف. وشدّد قانصو على أنّ "إفشال هذه الحرب على سوريا يصب في مصلحة لبنان لأنه لو قدر لهذه المجموعات أن تحكم سوريا فحينها سيكون لبنان في خطر شديد كما سيكون العراق في خطر شديد وكذلك كل المنطقة ستكون مهددة بالسقوط"، وأعرب عن تفاؤله بأن "سوريا ستخرج من الأزمة سالمة بقيادة الرئيس السوري بشار الاسد بحيث يبقى دورها طبيعيا في معادلة الصراع القومي". وفي سياق متصل، أكد قانصو أنه "بقدر ما يتوحد اللبنانيون ويعودون الى الحوار ويتفقون على حكومة وحدة وطنية جامعة بقدر ما يحصنون المجتمع اللبناني في وجه الأخطار".