هل حسم الرئيس الاميركي باراك اوباما امره وقرر الدخول على خط الصراع بعد مجزرة الاسلحة الكيمائية في غوطة ريف دمشق ؟؟ تساؤل تحوم حوله الكثير من علامات التشكيك والسخرية ، بعدما اغرق الرئيس الاميركي نفسه طيلة الفترة الماضية ، في حالة موصوفة من التردد والبطء وانعدام المبادرة حيال النزاع السوري ، تحت ذرائع وتبريرات لم تستطع إقناع احد في هذا العالم ، الا اذا تم إدراجها في سياق تنفيذ أوامر العقل الصهيوني القائل : دعهم يفتكون ببعضهم البعض .. 
مجموعة من المؤشرات رصدت خلال الساعات الماضية ، تدل على ان اوباما قد يكون خطا خطوة في هذا الاتجاه ، ابرزها اجتماعه مع مستشاريه للأمن القومي قي البيت الابيض ، لبحث كيفية الرد الاميركي على جرم استخدام الكيماوي في حلبة الصراع السوري ، وهو الامر الذي يتقاذف النظام السوري والمعارضة السورية التهم بتنفيذه ، وكذلك اعلان وزير الدفاع الاميركي شاك هيغل عن تحريك للقوات الاميركية في المنطقة ، بعد اعلان مسؤول عسكري أميركي رفيع عن نشر مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز في البحر المتوسط ، استعدادا لاي قرار بتنفيذ ضربات عسكرية ضد سوريا ..
ويتقاطع كل ذلك مع ما تتناقله  وكالات الأنباء العالمية عن مصادر إسرائيلية من ان واشنطن تتجه لعمل عسكري ضد سوريا قد يقتصر على ضربات من الجو والبحر ، ومع ما قالته صحيفة يديعوت احرونوت ، من ان التقديرات في اسرائيل تشير الى ان واشنطن ستقوم بعملها العسكري هذا ، حتى من دون الاستحصال على قرار من مجلس الامن الدولي ، وهنا تلفت أوساط عليمة الى ان الولايات المتحدة تدخلت عسكريا في الماضي القريب والبعيد ، في اكثر من دولة من دون تفويض مجلس الامن ، لافتة أيضاً الى ان معركة الغوطة هي معركة دمشق ، وهناك مجموعات معارضة تتلقى تدريبات بدعم إقليمي بهدف حسمها .. 
وتدعو الأوساط عينها الى التوقف عند كلام الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز من انه حان الوقت للقيام بعمل ما من اجل اخراج الاسلحة الكيميائية من سوريا ، وعلى روسيا المساعدة في ذلك ، في حين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر عن ضيقه من ان الوضع في سوريا لا يمكن ان يستمر على هذا الحال . 
وقد يكون رفض النظام السوري الفوري لتوجه فريق التحقيق الدولي الى الغوطة ، بتغطية روسية صينية في مجلس الامن ،  وتعيير وزير الخارجية الاميركي جون كيري ، لنظيره السوري وليد المعلم بهذا الامر بالقول : لو لم يكن لدى النظام شيء يخفيه ، لسمح بالوصول الى موقع الهجوم ، هي من النقاط التي سجلت في غير صالح النظام السوري ، وأعطت الانطباع بقرب حصول الضربة الاميركية ضده . اضف الى ذلك مسارعة ايران الى تحذير الولايات المتحدة بلسان اكثر من مسؤول فيها ، من تجاوز الخطوط الحمر في سوريا ، وكذلك الى التغطية على النظام السوري بالتأكيد انه سيسمح لمراقبي الامم المتحدة ، بالذهاب الى الغوطة . 
منذ بعض الوقت ، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، ان كل المعطيات تقود الى الاعتقاد بان دمشق مسؤولة عن الهجوم الكيماوي . فهل تعجل مأساة الغوطة في تغيير مشهد الصراع في سوريا ؟؟ .. هذا ما ستكشفه الايام المقبلة ..