لكل شيء اذا ما تم نقصان ، الا اذا كان صادرا عن لسان الرئيس السوري بشار الاسد ، الذي لوح منذ اكثر من عام بانتقال النيران السورية الى دول الجوار وخاصة لبنان ، فلم تكد دماء ضحايا متفجرة الرويس تجف بعد ، حتى صدمت الساحة اللبنانية مجددا اليوم بانفجارين ضربا بعد الظهر عاصمة الشمال طرابلس ، بما يثبت بالشكل القاطع صحة ما اعلنه قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل يومين ، عن ملاحقة خلية إرهابية تعمل على تفخيخ السيارات وإرسالها الى مناطق سكنية متنوعة الاتجاهات الطائفية والسياسية ، بهدف بث الفتنة .. والفتنة المذهبية تحديدا .. ، وقد بات من الواضح والجلي ان ثمة أيادي خبيثة تضمر الخراب لهذا البلد ، هي التي تداب على اطلاق صاروخ من هنا ، وإلحاقه بعد فترة ، بمتفجرة من هناك ، بما يؤدي الى جر الساحة اللبنانية رغما عنها الى أتون حرب شاملة ، ولا يخدعننا احد بان الذي يقف وراء كل هذه الحالة من اللاستقرار والضياع الامني في لبنان ، ليس هو الا مايسترو واحد ، فمن عمليات اطلاق الصواريخ ، الى عمليات التفجير المتنقلة ، ، واضح بالنسبة لهؤلاء القتلة ، ان هذه الساحة لا تستجيب لشر نواياهم ، وبالتالي لا ضير من ان تجوب السيارات المفخخة ، الشوارع والأحياء ، تختار كل يوم هذه المنطقة او تلك .
وسط كل هذه المخاطر ، يبدو ان قياداتنا ومسؤولينا مصرون على قفل عقولهم ، وعدم إبداء أية مرونة ، او إعطاء اي بريق امل باتجاه حلحلة الملفات العالقة في البلاد ، وفي طليعتها الملف الحكومي الذي يظهر انه عاد الى المربع الاول ، بعد التهديدات المبطنة والمعلنة من قبل حزب الله ، للنائب وليد جنبلاط ، بانه ان تجرا وقبل بالحكومة الحيادية ، فالشوف وعاليه مجتمعتان ، هما اصغر بكثير من القصير ، اضف الى ذلك ان بيان كتلة الوفاء للمقاومة امس والذي استرجع
لغة التخوين التي طالما درج عليها فريق الثامن من اذار تجاه شركائه في الوطن ، أوصدت الباب امام اي حس بالمسؤولية ممكن ان يتامله المواطن ، وتعامى عن اي إدراك ، ولو بالحد الأدنى ، لخطورة وحراجة المرحلة التي تمر بها البلاد .
٢٥ ضحايا متفجرة الرويس .. واكثر من ثلاثين ضحايا انفجاري طرابلس ، وبعض المصادر تتحدث عن حصيلة تفوق الستين ، والحبل على الجرار .. ونحن مع الأسف لا يسعنا الا اعلان الحداد العام ، فيما لا يبدو ان قوى الامر الواقع قادرة على الخروج من تعنتها قيد أنملة ..
نيران سوريا .. في لبنان .
نيران سوريا .. في لبنان .نهلة صفا
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
336
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro