بيوتٌ تُهدّم على رؤوس الأبرياء، وأرواحٌ تُزهق، وأطفالٌ تُشرّد، حتى بيوت الله لم تسلم..
هذا هو حال لبنان وليس فقط حال العراق، أرادوا العراق مدمّراً وحصلوا على ما أرادوا، واليوم يريدون لبنان عراقاً ثانياً، فهل وصلو أم أنهم على طريق الوصول..؟؟!!
يشهد لبنان أحداثاً أمنية متسارعة تنقطع الأنفاس لمواكبتها، وما زالت أيادي الفتنة السوداء تعبث بمصير لبنان الداخلي والخارجي، فمن فجّر الضاحية الجنوبية هو من فجر طرابلس، ومن أطلق الصواريخ على بعبدا هو نفسه من أطلقها باتجاه اسرائيل، والهدف تدمير لبنان بحرب داخلية وخارجية، حتى لا يبقى منه إلا أشلاء تشهد على غباء شعبٍ لم يتوحّد في المصاب، قبل أن يشهد على حقد هؤلاء.
وقع انفجاران في مدينة طرابلس يفصل الأول عن الآخر مدة عشر دقائق، وقع الأول قرب دوار أمام مسجد التقوى بعد صلاة الجمعة حيث كان يؤم المصلين الشيخ سالم الرافعي، فيما وقع الآخر قرب مسجد السلام حيث كان يؤم المصلين الشيخ بلال بارودي في منطقة الميناء، وأفادت معلومات بأن الشيخين بخير.
وقد غطت سحب الدخان الأسود سماء المدينة ووصل عدد الضحايا إلى 30 شهيد و 500جريح. وخلّف الإنفجار الذي وقع قرب مسجد السلام حفرة قطرها 5 أمتار، بعمق مترين ونصف.
وافادت معلومات عن انقطاع الاتصالات كافة في المدينة بعد الانفجارين، فيما وجهت مستشفيات طرابلس دعوات للإسراع للتبرع بالدم بعد وصول العشرات من الجرحى إلى المستشفيات.
ودان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الإنفجارين، ورأى أن يد الإجرام استهدفت مدينة طرابلس مرة جديدة اليوم في رسالة واضحة هدفها زرع الفتنة، وجرّ طرابلس وأبنائها إلى ردات الفعل، مشدداً على أن طرابلس والطرابلسيين سيثبتون مرة جديدة أنهم أقوى من المؤامرة ولن يسمحوا للفتنة أن تنال من عزيمتهم وإيمانهم بالله وبالوطن.
ورأى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بأن من فعل جريمتي طرابلس هي نفس اليد القاتلة التي تركت بصماتها السوداء على أجساد الضحايا في الضاحية الجنوبية.
ودعا البطريرك الراعي أهالي طرابلس لضبط النفس والتروّي وتجنب أي لجوء للعنف واستعمال السلاح.
واعتبر رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط أن ما حدث في طرابلس هو عمل إجرامي رهيب، مشدداً على ضرورة عدم الإستسلام والتنسيق بين اللبنانيين وأن نكون فوق الجراح وتشكيل حكومة وفاق وطني لنحمي لبنان ونجنبه مزيداً من الإنفجارات، لافتاً أن اسرائيل هي المستفيد الوحيد من الانقسام اللبناني و العربي.
وأكد جنبلاط على ضرورة اعتبار ما حصل في طرابلس حافزا للقاء الجميع والخروج من الانغلاق وخصوصا في ظل عدم وجود ضمانات، فلعنة الله على الوضع الاقليمي و الدولي فالمهم لقائنا كشعب لبناني.
فهل سيستفيق سياسيوا لبنان من غيبوبتهم التي طالت على مأساة الشعب اللبناني، أم أن الإنفجارات لم تؤرّق بعد نومهم العميق الذي يُخشى بأن يتحوّل إلى ثباتٍ طويل لا استفاقة من بعده..