ما زالت القرى والمدن السورية تتعرض للقصف العنيف، وما زالت الدماء السورية تسيل على مرآة الواقع السوداء، وما زال أطفال سورية يستغيثون، متعلقين بطرف رداء الضمير العربي الدولي الذي مات على مفترق الإنسانية، بعد أن أصمّ أذناه عن صرخاتهم الموجعة وأعمى البصر عن أوجاعهم النازفة، مخلفاً وراءه آلاف الأرواح البريئة.
فسقط اليوم الأربعاء عشرات القتلى ومئات الجرحى في قصف جوي وصاروخي مكثف قامت به قوات النظام السوري واستهدف مناطق عدة في ريف دمشق، حيث بدأت قوات النظام تصعيداً عسكرياً واسعاً في منطقتي الغوطة الشرقية والغوطة الغربية في ريف دمشق في حملة عسكرية واسعة بدأت منذ الفجر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهة أخرى، أكد ناشطون سوريون ان النظام استخدم الغازات السامة في القصف الذي استهدف مناطق عدة في ريف دمشق. وتحدث آخرون عن رؤية سحب كثيفة من الدخان الرمادي تغطي الضواحي الشرقية للعاصمة، وأفادوا أن صواريخ تحمل مواد كيميائيية أصابت ضواحي عين ترما وزملكا وجوبر في الغوطة قبيل الفجر.
وأكد ائتلاف المعارضة السورية مقتل 650 شخصاً في الهجوم الكيميائي قرب دمشق، وطالب الإئتلاف بإنعقاد مجلس الأمن لبحث مجزرة ريف دمشق. وأعلن بدوره الناطق باسم الجيش السوري الحر أن عدد ضحايا مجزرة الغوطة الشرقية بلغ 1188 قتيلا حتى الأن.
بينما نفت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية الادعاءات في استخدام الكيماوي في الغوطة في ريف دمشق، معتبرةً أن هذه الأنباء تأتي في إطار الحرب الإعلامية القذرة التي تخوضها بعض الدول ضد سوريا.
ودعت الجامعة العربية مفتّشي الأمم المتحدة للأسلحة الكيميائية لزيارة الغوطة الشرقية فوراً.
وتجدر الإشارة إلى الصفقة التي عرضتها السعودية على روسيا في كواليس لقاء بندر وبوتين والتي كانت بعنوان "لكم الاستثمارات وسعر النفط وأعطونا سوريا"، حيث قدمت السعودية تسهيلات تجارية واقتصادية لروسيا مقابل موافقتها على قرار إدانة النظام السوري في مجلس الأمن الدولي، وعلى أثر ذلك رأينا السعودية أول من سارع من الدول العربية للمطالبة لمجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع فوري للخروج بقرار واضح ورادع يضع حداً لهذه الماساة الانسانية في سوريا. Top of Form
هذا وطالب وزير الخارجية البريطاني "وليام هيغ" بالسماح للمفتشين الدوليين بزيارة موقع الهجوم الكيمياوي في سوريا.ودعا رئيس المحققين الدوليين بالأسلحة الكيميائية إلى التحقيق في الأنباء عن وقوع هجوم بغاز الأعصاب في سوريا.
وأكدت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية "نجاة فالو بلقاسم" أن الرئيس فرنسوا هولاند سيطلب من الأمم المتحدة التوجة إلى مكان الهجوم بغاز الأعصاب الذي يشتبه في أن الجيش السوري شنه على مواقع المقاتلين المعارضين في ريف دمشق Bottom of Form.
فهل يُعقل بأن تضرب القوات النظامية شعبها بالأسلحة الكيميائية تزامناً مع وجود المفتشين الدوليين في سوريا، وهل ستضعف روسيا أمام إغراءات السعودية وتسلّم رأس النظام السوري،أم أن هناك عُقدة خفية ستكشفها الأيام المقبلة؟؟!! ومهما يكن فسواء تم استعمال الغاز السام أم لا، فلم يغيّر ذلك شيئاً من الحقيقة المرّة، بأن هناك شعباً يُقتل وعالم عربي ودولي يتفرّج وإنسانية تموت...