لا شك ان المجزرة البشعة التي حصلت في منطقة الرويس هي جريمة مدانة ومستنكرة عند كل من يمتلك الحد الادنى من المشاعر الانسانية الا ان هذا يجب ان لا يجعلنا نسير خلف عواطفنا ويجب ان لا تحُول آلامنا وعمق احزاننا من التفكير بشكل هادئ ومنفتح على كل الفرضيات بدون استثناء فبعد ان ذكر الامين العام لحزب الله في مجال تحليله واتهامه لمن يمكن ان يقف خلف هذه الجريمة فذكر فرضيتين عن عدوين مفترضين هما اسرائيل والتكفيريين فاستبعد الاولى واثبت الثانية , وهذا طبعا لا يخلو من تبعات ان على الحزب مباشرة او على لبنان بشكل عام مع احتمال ان تكون نفس هذه التبعات هي المقصودة من تلك الجريمة النكراء , وفي هذا السياق وبناءا على نظرية ( من المستفيد ؟؟) مع مراعاة ان الاستفادة ليست بالضرورة من نفس الحدث بقدر ما يمكن ان تكون من التبعات المطلوبة منه , وهنا لا يسعني الا ان استذكر هذه المقولة " اللاأخلاقية تعني قتل الابرياء وبدم بارد يا بشار " وهذه ليست لاحدى شخصيات المعارضة السورية بل ان هذه العبارة كتبت على احدى اليافطات التي رفعها " شيعة " العراق بعد ان كان المالكي قد وقف في 4 سبتمبر 2009 وشن هجومه العنيف على نظام بشار الاسد متهما اياه بالوقوف خلف تفجير السيارات المفخخة التي استهدفت مراكز حكومته وادت الى سقوط عشرات القتلى الابرياء وقال المالكي حينها : " ان الاجهزة الامنية العراقية رصدت اجتماعا في الزبداني في الثلاثين من يوليو ضم بعثيين وتكفيريين بحضور مخابرات سورية " , وكما هو معلوم فان المالكي طالب باحالة الموضوع الى محكمة الجنايات الدولية مما ادى الى تأزيم العلاقات الدبلوماسية بين بغداد ودمشق حينها ,, فاذا ما كانت هذه واحدة من الاساليب المتبعة عند هذا النظام المجرم في التعاطي مع حلفائه المفترضين من اجل الضغط عليهم لفرض مزيدا من الدعم (هو من يحدد حجمه وطبيعته) خاصة في اوقاته الحرجة مما يعني ان فرضية ان يكون نظام بشار يقف خلف هذه الجريمة ليست فرضية نابعة من الخيال او من عداوة مسبقة بقدر ما هو اشارة الى واحدة من آليات عمل هذا النظام , وما يعزز تقدم هذه الفرضية هو شريط الفيديو الذي ظهر بعد حوالي النصف ساعة على ارتكاب المجزرة والذي يظهر فيه احد "التكفيريين " متختما باحدى اصابعه بالذهب مما اثار الكثير من الشكوك حوله واعادنا بالذاكرة الى ما عهده اللبنانيون من اساليب المخابرات السورية سيئة الاخراج !! هذا اضافة الى التزامن الغريب مع اطلاق هذا النظام العنان لرجالاته من وزراء وصحفيين ليدلوا بمعلومات لا يمتلكها حتى رأس الدولة عندنا تصب بالمجمل في الاتجاه الذي اريد من التفجير ان يذهب باتجاهه ,, طبعا هذا كله يبقى ضمن اطار محاولة فكفكة حقيقة المشهد على الرغم من فداحته وبشاعة مرتكبيه وتبقى هذه فرضية ثالثة من ضمن الفرضيات التي يجب ان لا يستبعدها اهلنا في الضاحية .
جريمة الرويس .. والفرضية الثالثة : عماد قميحة
جريمة الرويس .. والفرضية الثالثة : عماد...عماد قميحة
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
4843
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
تعليقات الزوار
هذا الافتراض باطل كون النظام السوري منهك الان ولا يستطيع مجرد التفكير في الغلط مع حليفه الذي يسنده بقوة في الداخل.وعلى مدونتي نشرـ اسئلة لئيمة افترض فيه ان الانفجار حصل في ملجأ البناية معتمدا على عدم وجود حفرة في الطريق و على سقوط درج البناية و مصعدها بدليل صورة انزال الناس منها بالسلم من خلال البلكونات المواجهة للإنفجار !. وقدم جنبلاط فرصة لنصرالله لتوجيه البوصلة نحو فلسطين لكن بوصلة نصرالله و لربما بناء على تعليمات ايرانية وجهها الى خيث هو بحاجة أي شد ازر جمهوره الشيعي خلفه في الحرب داخل سوريا .
الإسم: فاروق عيتاني
18 آب 2013
mo7allel zaki smalla hehe
الإسم: youssef
28 آب 2013
إن موقع لبنان الجديد لا يتحمل مسؤولية التعليقات وغير مسؤول عنها.
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro