في الذكرى السابعة لاندحار اسرائيل من لبنان يعدّد الوطن المنتصر هزائمه الداخلية، من شلله الحكومي إلى عجزه عن بناء الوحدة الوطنية، وفشله الذريع في بناء دولة حقيقية قادرة على الاستمرار في وطنٍ بات حقلاً من الإلغام الذي لا نهاية له.
أكد الأمين السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي على أن دعوة إعلان قتال حزب الله في سورية هي دعوة جاهلية مذهبية لتمزيق المسلمين، وحزب الله لم ولن يكن يوماً حزباً شيعياً.
وأشار الطفيلي في مقابلة خاصة في برنامج "inter-views"على شاشة المستقبل، إلى أن حديث حزب الله عن تحرير الشيعة لفلسطين يناقض تحرير فلسطين ومشروع الوحدة بين المسلمين، ويأتي في الوقت الذي نخوض فيه أعظم فتنة بين المسلمين، وفي الوقت الذي أيقظنا فيه كل الأحقاد التاريخية والدماء وأيقظنا حتى أهالي القبور. فحمل القضية الفلسطينية هو مجرد تغطية لاستنهاض الغرائز الشيعية، ولكن الحقيقة المرّة هي توجيه الناس إلى سورية لا إلى فلسطين.
وأكد بأن حزب الله لم يتدخل في الأزمة السورية إلا بعدما قطع الأمل من بقاء نظام الأسد في الشام، عندها ذهبوا إلى تنفيذ مشروع التقسيم في سورية، وهو مشروع بناء دويلات صغيرة في المنطقة، دولة علوية في سورية ودولة شيعية في لبنان،وأضاف: "لا يمكن لأي دولة أن تحمي هكذا دويلاات مسخ وقذرة إلا دولة اليهود فقط. وهذه السياسة إن نجحت في المنطقة ستودي بنا لنكون نحن والعلويون والمسيحيون خدماً للمشروع اليهودي". متسائلاً عن أسباب عدم السماح بعد لأهالي القصير بالعودة إليها، وتعرض بالحديث إلى موضوع النهب والسرقات التي تتعرض لها القرى السورية الحدودية على مرأى حزب الله.
ورأى الطفيلي بأن المعارضة السورية لا مصلحة لها في افتعال أي فتنة في سورية، وهي متضررة كما غيرها من العناصر المنفلتة التي أتت لتنفيذ مخططات خارجية لتشرذم البلاد. ولكن النظام هو من له مصلحة في تحويل الأزمة إلى صراع مذهبي.
وأكد الأمين السابق لحزب الله على أن الأمريكان هم قادة مشروع الحرب الأهلية في سورية، وهم وروسيا ومجموعة من الدول العربية يريدون سحق سورية وتمزيقها. داعياً حزب الله إلى التراجع عن ما أسماه بالجريمة التي يرتكبها بحق الشعب السوري، لأن النظام سيسقط لا محالة رغم كل الدماء، كما دعا للعودة إلى التفاهم لأن ما بقي من لبنان بقايا دولة وبقايا مؤسسات وكل الأفرقاء في لبنان مسؤولون عن ذلك وتحديداً حزب الله الذي مزّق البلد بتدخله في سورية.
فيجب الإستدراك قبل أن يصبح حال لبنان كالعراق، الذي يريدونه عراقاً مدمراً، لأنه في حال متابعة خطيئتنا في سورية لا يمكن لأحد أن يمسك الأمن في لبنان. واعتبر الطفيلي أن من يُقتل وهو يمارس جريمة، فهو مجرم.
وفيما يتعلق بقضية مخطوفي إعزاز شدد الطفيلي على أن ما حصل لا يصب في مصلحة الرهائن، وكان من الأفضل لو تم الضغط على النظام السوري ليتفاوض مع المعارضة وإخراج المخطوفين كما فعل في قضية المخطوفين الإيرانيين.
ووجه الشيخ صبحي الطفيلي التحية للشهداء والجرحى الذين سقطوا مقابل ما أسماهم بالمجرمين والقتلى في مصر، مؤكداً أن من يريد الحوار في مصر هم التيارات الإسلامية التي ستنتصر حتماً في النهاية.
وختم الطفيلي بطمأنة اللبنانيين على أن اسرائيل لا يمكن أن تفكر بخوض حرب على لبنان حالياً، لأنها جداً مسرورة ومطمئنة لدخول حزب الله في سورية وليس من صالحها أن تلهيه عن ذاك التدخل قيد أنملة. وأشار إلى أن سلاح إيران النووي لا يهدد اسرائيل بل بات يهدد الشعب السوري على يد حزب الله.