في مثل هذا اليوم وقبل سبعة أعوام كانت أعين العالم بأكملها موجهة إلى لبنان الذي سطّر بدماء الشهداء أروع البطولات وحقق نصراً إلهياً هدّم مقولة الجيش الذي لا يُقهر، حققه بعزيمة شباب المقاومة الإسلامية وعزيمة الشعب اللبناني الذي أثبت بأنه هو وحده الأسطورة التي لا تُقهر ولا تستسلم، يوم زحف اللبنانيون متحدّين الأوصال المقطّعة والقنابل العنقودية المنثورة وكل آثار الدمار والموت الاسرائيلية، ونصبوا خيامهم في مدنهم وقراهم وأكدوا انتماءهم لهذه الأرض الطيبة.
فأرّخت حرب تموز لواقع جديد، رأينا فيه تأييداً عربياً ودولياً كبيراً للمقاومة الإسلامية ولقائدها السيد حسن نصر الله، فرأينا صور الأمين العام لحزب الله ترتفع أكثر وأكثر إلى جانب الهتافات الداعمة له في كافة انحاء العالم.
وماذا عن اليوم، عن 14 آب ال 2013، ماذا بقي من الانتصار، وماذا عن شعبية حزب الله وأمينه العام، وماذا عن لبنان مابين الآبين؟؟
إنه آب اللّهاب الذي يمرّ على لبنان اليوم بكل ما تعنيه كلمة اللهب من معنى، إنه اللهب والإلتهاب الأمني والسياسي الذي يحرق ويدمّر ما لم تستطع اسرائيل أن تنال منه في آب ال 2006، فيمرّ آب والبلد منهك بالخلافات والانقسامات الداخلية.
فكان لبنان في آب ال2006 كطاووسٍ يجرّ خلفه أذيال النصر والانتصار التي طالت عتبات كل أحرار العالم، أما اليوم فنراه مكسور الجناح يجرّ صليبه على كتفه المكسور وقد أضنته الوحول والحروب الإقليمية والصراعات الدولية التي انجرّ إليها دون التفكير بأنها لعبة الموت الأكبر الكفيلة بدمار لبنان واللبنانيين.
من السبب وماهو المسبب، ومن أضاع الانتصار، من المسؤول عن دوامة الموت التي يغرق فيها لبنان اليوم، هل هو حزب الله الذي أضاع نصره الإلهي في الوحول السورية، أم إنها معركة الوجود التي فرضت نفسها على الشيعة عموماً وحزب الله خصوصاً، فهل تستحق هذه المعركة أن يدمّر لأجلها حزب الله شعبيته الأسطورية التي حققها في حرب تموز، فكانت سبع سنين كفيلة بأن تبدّل معالم التاريخ مجدداً فتحول الحب إلى كره، وتحول الهتافات إلى مسبّات ودعوات، حتى أن صور الأمين العام لحزب الله تم إحراقها في بعض الدول العربية والأجنبية، وتم تصنيف حزب الله من قبل الاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
وسيطلّ السيد نصر الله اليوم عبر قناة "الميادين" وسيكشف حسب ما أفادت معلومات صحفية بعضاً من أسرار حرب تموز وفيه يكشف عن دور الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في قيادة المعارك، كما سيكشف تفاصيل عن الاجراءات الأمنية الخاصة به خلال العدوان، وسيتحدث ولأول مرة عن رسالة بعث بها الرئيس السوري بشار الأسد إليه يعلن فيها استعداده لإعلان الحرب على اسرائيل، وجهوزية الجيش السوري للانخراط في المعركة إلى جانب المقاومة دفاعاً عن لبنان.
رحم الله شهداء الوطن، فلا تنتظر دماء شهداء حرب تموز التي روت أرض الوطن بدمائها الطاهرة التقدير والشكر من أحد، يكفيها أن ترى لبنان الذي افتدته في يوم من الأيام قد نهض من غيبوبته القصرية الأليمة التي طالت مأساته عليه وعلينا..