بعد التطورات المحلية والإقليمية والدولية التي شهدها شهر رمضان الفضيل يعود الإعلامي جورج صليبي ليستأنف حلقات برنامجه "الأسبوع في ساعة" ليُلقي الضوء على قضايا الخطف الثلاثة من لبنان إلى تركيا مروراً بسورية، وعلى مسير الأزمة اللبنانية في ظل التوترات الأمنية والسياسية المتفاقمة. مع ضيوفه رئيس تحرير جريدة الديار شارل أيوب وعضو الأمانة العامة لقوى 14 أذار علي حمادة والمطران متى خوري والمتحدث باسم أهالي مخطوفي اعزاز دانييل شعيب والحاجة حياة عوالي.
فأكد الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة على أن رد الخطف بالخطف خاطئ ولا يعالج الأمور، وخطف الأتراك على طريق المطار الدولي هو محاولة لتوريط لبنان كدولة وكمجتمع، والتهديد بإغلاق مطار بيروت الدولي بسبب توقيف شخص عليه شبهات أمر يعود بالضررعلى اللبنانيين جميعاً، ويضر الشيعة قبل غيرهم من الطوائف. ورأى حمادة بأن ما يحصل اليوم في قضية مخطوفي اعزاز كما حصل في الثمانينات قائلاً: "الجميع يعرف بأن الإمام الصدر تمت تصفيته يوم تم اختطافه والجميع يكذب". وحمّل مسؤولية خطف التركيين لحزب الله لأن عملية الخطف تمت في بيئة يسيطر عليها الحزب شعبياً وأمنياً ومخابراتياً، ولا شك بأنه يعرف كل التفاصيل من اللحظة الأولى. واصفاً المطار بأنه استراتيجي لحزب الله يستعمله لعمليات التهريب وعملياته الأمنية كما يفعل في البور. وأضاف حمادة بأن لا مؤشرات تبشر بولادة الحكومة العتيدة في ظل السلاح غير الشرعي بيد حزب الله الذي هو جزء من منظومة استراتيجية امبراطورية فارسية إيرانية، ولا عودة للحريري إلى لبنان، لأن من قتل وسام الحسن لن يرتدع عن قتل سعد الحريري.
بينما حمّل رئيس تحرير الديار شارل أيوب الدولة التركية مسؤولية وصول الأمور إلى هنا، لأن اعزاز تقع تحت السيطرة التركية وكان باستطاعتها أن تضغط على الجيش السوري الحر لإطلاق سراح المخطوفين ولكنها لم تفعل. وشدّد على أن قضية خطف التركيين رفعت مستوى قضية مخطوفي اعزاز إلى مستوى سياسي وما يدل على ذلك إسراع رئيس تركيا عبد الله غول للإتصال بالرئيس سليمان. ورأى أيوب أنه يجب بالتواصل مع القوى السياسية وتحديداً حزب الله كي يصبح طريق المطار آمناً وخطاً أحمر كسلاح المقاومة. وفي الملف الحكومي أصرّ أيوب على أن الرئيس المكلف تمام سلام سيعتذر عن التأليف لأنه من قوى 14 آذار وعلى علاقة جيدة مع السعودية التي هي بدورها على خصام حاد مع حزب الله ولا تريده في الحكومة الجديدة. ورأى بأن الأمور تسير إلى التقسيم ولن يخرج لبنان من حالة عدم التوازن هذه قبل عودة زعيم الطائفة السنية الأساسي والفعلي سعد الحريري والاعتراف بشرعية سلاح حزب الله.
وأكدت الحاجة حياة عوالي ودانييل شعيب باسم أهالي مخطوفي اعزاز بأنهم ما كانوا ليعترضوا على احتجاز محمد صالح لو أنها تمت من قبل مخابرات الجيش ولكنهم لا يثقون بشفافية فرع المعلومات لأنه يتعامل معهم على أساس طائفي حسب تبعية أسياده، وأشاروا إلى أنه سيكون هناك تحركات تصعيدية قاسية وموجعة لن ترضي الجانب التركي ولا الجانب اللبناني المؤيد لتركيا. ونفوا بأن يكون لهم أي اتصال مع المجموعة التي قامت بخطف الأتراك وتمنوا بأن تستغل الدولة اللبنانية هذه الفرصة التي عززت موقفهم أمام الاتراك.
فإلى متى سيبقى الجميع يحاول جاهداً خطف لبنان وزجّه في متاهات الصراعات الإقليمية والدولية، وما هو مصير لبنان في ظل حالة الغيبوبة السياسية التي طال أمدها على الجسد اللبناني الذي بات يتمنى الموت الرحيم على العيش المُمزّق..