قوة اسرائيلي خرقت الحدود اللبنانية مئات الامتار في مهمة غير معروفة ما هي إلا لحظات و تتعرض هذه القوة لكمين داخل الاراضي اللبنانية ما أوقع عدة إصابات بين الجنود الصهاينة وتم الانسحاب فورا .
إسرائيل فرضت رقابتها العسكرية على الإعلاميين وعلى تقارير المراسلين فلم يصدر سوى بيان الناطق العسكري مع تعليقات هامشية لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون في حين أن الضربة التي تلقتها اسرائيل كانت مؤلمة وموجعة فما هي الاسباب التي حالت دون استغلال اسرائيل لهذه الحادثة ؟وما الذي حصل على الارض وأدى إلى منع الإعلاميين والمراسلين الإسرائيليين من المتابعة ؟ في حين ان عملية كهذه كانت إسرائيل تحاول استغلالها إلى أقصى الحدود فما الذي حصل ؟
قال الناطق العسكري الاسرائيلي أن أربعة جنود اسرائيليين أصيبوا خلال تنفيذ أنشطة ليلة على الحدود مع لبنان وقال البيان ان الاصابات نتجت عن انفجار وقع بالقرب من السياج الحدودي من دون اية تفاصيل أخرى ورفض المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي اعطاء اية تفاصيل أخرى .
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو معلقا على الحادث :أحد الانشطة الروتينية التي نقوم بها في الحالات العادية، والتي نضطر الى القيام بها، للحفاظ على امننا الجاري هناك». واضاف ان «هناك ما هو مشترك بين الجنوب وبين الشمال، وبين جميع الجهات، هو جنود الجيش، الذين يعملون على حمايتنا وحماية حدودنا، وهذا ما حصل الليلة الماضية، ونحن سنواصل العمل بمسؤولية للدفاع عن حدودنا». وقال مواسياً الجنود الجرحى: «أود ان ارسل الى الجنود باسمي وباسم وزير الدفاع وباسمكم جميعاً، تمنياتنا بالشفاء العاجل. وسنستمر في أداء مهماتنا، لصون دولتنا وحمايتها».
اما وزير الدفاع فقال :ان «الجنود كانوا في مهمة عملياتية مخصصة لتوفير الهدوء لسكان الشمال خصوصاً، ولسكان اسرائيل عموماً، وخلال تنفيذ المهمة انفجرت عبوة ناسفة». أضاف: «نعمل الآن على التحقيق في الحادثة لفهم ما جرى وإن كان الأمر يتعلق بعبوة مزروعة حديثاً أو بعبوة قديمة. إلا اننا سنتعلم مما جرى وسنستخلص العبر، لكن الانشطة العمليانية ستستمر، ويجري تنفيذها بعناية وتعقل، خدمة لأمن سكان اسرائيل».
اكتفت اسرائيل بهذه التصريحات ولم تعط القيادة العسكرية والسياسية للعدو أية معلومات عن الحادث و أعلن العدو عن إصابة 4 من جنوده، ثلاثة بجراح متوسطة ورابع بجروح طفيفة. ومنعت الرقابة العسكرية الأطباء ورؤساء البلديات والمستوطنات والإعلاميين من الحديث عن تفاصيل إضافية.
ويرى مراقبون أن هذا التكتم الإسرائيلي يشير الى إخفاقات عسكرية وأمنية لقيادة الجيش الاسرائيلي ويؤكد تعرض القوة العسكرية التي اجتازت الحدود لكمين محكم من قبل المقاومة , وقال خبراء عسكريون ان العبوات التي انفجرت بالقوة الاسرائيلية كانت معدة مسبقا للتفجير وقد تم تفجيرها خلال وجود القوة الاسرائيلية الأمر الذي باغت القيادة العسكرية للعدو وفاجأها .
ويعتقد مراقبون أنّ القوة الإسرائيلية وقعت في كمين محكم، نصبته المقاومة بناء لمعلومات مسبقة حصلت عليها المقاومة بطريقة أمنية واستخبارية كبيرة ووجد العدو نفسه أمام السؤال الصعب: كيف عرف حزب الله بأمرنا؟
كما أن الكمين المحكم، دلّ على فشل أمني خطير من النوع غير المحتمل عند العدو. فالكمين مدبَّر، وأنّ حزب الله يملك ويعرف موعد وصول الدورية، وطريق سيرها .
وقال مراسل القناة العاشرة للشؤون العسكرية، أنّ اصابة احد الجنود خطرة للغاية، الأمر الذي استتبع نقله من مستشفى نهاريا الى مستشفى حيفا، وأشار في تقريره الى ان تفجير عبوة ناسفة بقوة تابعة للجيش الاسرائيلي، هي الحادثة الاولى من نوعها منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، وهذه هي المرة الاولى منذ الحرب يصاب فيها جنود اسرائيليون داخل الاراضي اللبنانية، واضاف ان المعطيات عن التفجير محدودة؛ فالجيش يحاول التعتيم بشكل كبير، معرباً عن اعتقاده أن التفجير لن يسبب توتير الوضع الامني على الحدود «لكن ما حصل سيسجل انجازاً لحزب الله، بعد ان اثبت ان اسرائيل تعمل بالفعل على الاراضي اللبنانية، وبعد ان نجح في ايقاع اصابات في صفوف الجيش الاسرائيلي». واضاف: «من غير المعلوم ما اذا كانت هذه الحادثة لمرة واحدة، او هي مقدمة لسلسلة من الاحداث المماثلة في المستقبل».