بعد دخول المخاض الحكومي شهره الرابع يأتي موقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ليلمح لنا بأمل الخلاص، حيث رأى جنبلاط بأن هذا الواقع المأزوم في الحكومة لا يمكن أن يستمر الى ما لا نهاية، ولا سيما مع تمدد الفراغ إلى أكثر من موقع، وتزامن موقفه مع جولة مشاورات أجراها الرئيسان سليمان وسلام أمس في شأن المأزق الحكومي. هذا وأكدت اليوم مصادر صحفية عن الرئيس المكلف تمام سلام بأنه لن ينتظر طويلاً، وهو يُعدّ العدة لخطوة ما بعد عيد الفطر، مؤكّدةً أنّ ما بعد العيد غير ما قبله، وأنّ سلام ليس مستعدّاً للتفريط بما ناله من ثقة نيابية عارمة، ومواقف داعمة من سليمان والحريري وجنبلاط.
وفي المقابل وبعد شهر على نشر التسجيل الصوتي الأول لأحمد الأسير، يأتي التسجيل الثاني، ليهدد بالهجوم المكرر على الجيش والأمين العام لـحزب الله السيد حسن نصرالله، داعياً أنصاره للتحرك بعد العيد. وجاء في التسجيل تبرئة من الأسير للرئيس سعد الحريري وللنائب بهية الحريري من أي تغطية سياسية له، حيث قال الأسير أنهما أعطيا الضوء الأخضر لإنهائه وإخراجه من عبرا.
بينما أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي بأن الجيش اللبناني لن يسكت عن أي تطاول وأذى يتعرض له لبنان والجيش، لافتاً الى أن الجيش تمكن من ضبط عدد من الخلايا الإرهابية في الآونة الاخيرة لكن لا تزال هناك خلايا نائمة ويجب العمل بقوة على كشفها. وأشار قهوجي إلى أن الاسابيع المقبلة ستشهد عملية تفعيل واسعة داخل الجيش.
وأكدت السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي بعد لقائها بقائد الجيش العماد جان قهوجي التزام الولايات المتحدة المستمر لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة للبنان، الذي يحمل مسؤولية تأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادة الدولة واستقلالها.
هذا وأوصى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن الدولي بتمديد تفويض قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان "اليونيفيل" الذي ينتهي سريانه يوم 31 آب الجاري، لمدة عام آخر.
بينما وضع البطريرك الراعي الكاردينال مار بشارة بطرس الراعيعلى الوجع اللبناني وأكد بأن كل أزمتنا حالياً في لبنان سببها الخلاف بين 14 و8 آذار وهو يعطّل كل شيء، معتبراً أنه على المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً آداء دور الحل بعد أن دخلت البلاد في التناقض الكامل السني – الشيعي.
فماذا سيكون عليه الواقع اللبناني المتأزم بعد العيد إثر تهديدات الأسير، وهل ستبصر الحكومة النور بعد أربعة أشهر من العمى المقصود، أم أن النزاع الأعمى بين 8 و14 سيمنعها من الشفاء المُنتظر، الذي طالت مأساته وويلاته على الشعب اللبناني..