اطل بالامس علينا كل من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وكذلك رئيس حزب المستقبل الشيخ سعد الحريري , وبين الرجلين كانت ترقد جثة هذا الوطن مرمية على قارعة الطريق ,, ادلى كل واحد منهما بدلوه ونظّر لرؤيته في تشخيص المشكلة اولا وكيفية السبيل الى الخلاص ثانيا , المشترك الوحيد بينهما هو اعترافهما الضمني او العلني ان لبنان يعيش في خضم ازمة هي اقرب ما تكون الى ازمة وجودية الا ان ومن السهولة بمكان هو ملاحظة الفارق الشاسع والتباين الواضح في مقاربتهما لامكانية العلاج لما نحن عليه , فبينما كرر الاول الرؤية "القومواسلامية " القديمة التي تعتبر ان ام المصائب عندنا تتلخص بوجود الكيان الاسرائيلي الغاصب الذي اعتبره وكما كان يعتبره معظم حكام العرب منذ نشأة هذا الكيان بان لا امكانية لاية حلول على مستوى الدول العربية والاقطار العربية الا بعد استئصال هذه " الغدة السرطانية " هذه النظرية التي لا يزال حزب الله متمسكا بها على الرغم مما اثبتته التجربة من فشل ذريع بحيث لم تجن من ورائها شعوب المنطقة الا مزيدا من ترسيخ للانظمة الاستبدادية عندنا بعد ان اخفقت انظمة هذه النظرية في كلا الامرين فلا هي انتجت انماء عند شعوبها لانها مؤجلة اصلا الى ما بعد زوال اسرائيل ورميها بالبحر, ولا هي طبعا انتجت تحرير لفلسطين مبررا ذلك ان تجربة المقاومة الناجحة في الجنوب يمكن تعميمها على مستوى كل البلدان لتشكل رافعة جديدة ومختلفة عن التجارب السابقة , واما الرؤية الاخرى المتجددة والاكثر واقعية والمحكومة لا للعواطف والمشاعر بل للظروف الموضوعية وبدون تغييب للقضية العربية الاساس والتي تقول بالفصل بين الازمات وبانه يوجد امكانية لاجتراح حلول لمشكلاتنا الوطنية على ضوء مصالحنا الآنية كمجتمعات مستقلة وبان هذه الفرضية لا تؤثر بل وممكن ان تخدم بطريقة او باخرى القضية الكبرى ,, وبين تصارع هاتين النظريتين وبخاصة اننا نعيش في لبنان مرحلة تغلّب وتغليب للنظرية الاولى فاننا سوف نشهد مزيدا من المراوحة السلبية ومزيدا من الانشقاق العامودي على حساب متطلباتنا كمواطنين الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا ,, وسيبقى لبنان ضحية واللبنانيون يدفعون اثمان وجودهم في بلاد ما بين الخطابين !!
بلاد ما بين الخطابين :عماد قميحة
بلاد ما بين الخطابين :عماد قميحةعماد قميحة
NewLebanon
مصدر:
خاص موقع لبنان الجديد
|
عدد القراء:
743
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
تعليقات الزوار
السيد حسن نصرالله اسد العرب ومزلزل عرش اليهود... سعد رفيق الحريري بدون تعليق افضل
الإسم: حسن صالح
4 آب 2013
إن موقع لبنان الجديد لا يتحمل مسؤولية التعليقات وغير مسؤول عنها.
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro