ينقسم لبنان بين خطابين خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله  وخطاب الرئيس سعد الحريري , وشاهد اللبنانيون عمق الانقسام الحاصل على الساحة اللبنانية فيما يتعلق بالملفات الداخلية من جهة والازمة السورية من جهة ثانية.
وقد ظهر جليا حجم التباعد بين الرجلين حول القضايا الداخلية وحول الازمة السورية وقد اختار كل منهما عناوينه الحاضرة لتعبئة الجماهير واتسم خطاب السيد نصر الله بالحديث عن القضية الفلسطينية وكان عليه أن يعيدها إلى الأولويات ويؤكد أنها لا تزال القضية الاساس لدى حزب الله بعد انخراط الحزب العسكري بشكل مباشر في الازمة السورية وبعد تعرض الحزب لسيل كبير من الإنتقادات المحلية والعربية والاسلامية لموقفه هذا فكان على نصر الله أن يؤكد من جديد على أن قضية فلسطين لا تزال هي قضية المسلمين الأولى وانها لا تزال الاولوية الاولى لدى حزب الله ودعى الجميع الى الالتفاف حول هذه القضية لتبقى هي القضية الاولى والقضية الاساس .
أما خطاب الرئيس الحريري فقد كان الهجوم على سلاح حزب الله المادة الأسياسية في خطابه حيث ردد كلمة السلاح أكثر من 45 مرة ووجه انتقادات كبيرة لحزب الله وسلاحه ومشاركته في الحرب الدائرة في سوريا وعرض الحريري لموقف تيار المستقبل ورؤيته من جميع القضايا المتصلة بالساحة اللبنانية .
ورغم التباعد السياسي الحاصل بين الرجلين والهجوم الحاد للحريري على حزب الله فقد اتفقا على دعم الجيش اللبناني وتحييده عن كافة الصراعات الداخلية ليبقى هو ضمانة الوطن والمواطن .
والمفارقة في الخطابين ورغم التباعد في المواقف من الازمات المحلية والاقليمية  أنهما دعيا الى الحوار وأعربا عن مشاركتهم في اي حوار يفضي إلى حل المسائل العالقة في حين ان هذه الخطابات لا توحي بالحد الادنى من أي نقاط تفاهم يمكن لأي حوار أن ينطلق منها فالسيد نصر الله ماض بما هو عليه من مواقف من موضوع السلاح الى الحكومة الى المشاركة في الحرب السورية والرئيس الحريري ماض هو ايضا بمواقفه ضد السلاح وضد تدخل حزب الله في الازمة السورية .
من هنا فإن الرغبة التي أبداها الرجلين في الحوار ما هي إلا مادة للإستهلاك السياسي وتسجيل النقاط واذا كان ثمة جدية ورغبة حقيقة في الحوار فلماذا لا يبدأ الحوار اليوم قبل الغد ولماذا لا يتم تجنيب لبنان المزيد من الاحتقان السياسي والطائفي والمذهبي .