أسَس السيَد الخميني الثورة والدولة على مشروعية اسلامية واعتمد الخطاب الوحدوي فضاءًا لمشروع عالمي حاول من خلاله وضع الأمَة الاسلامية في جبهة واحدة للدفاع عن مصالح المستضعفين وتحرير المقدَسات وارساء العدالة الالهية في الأرض بعد أن ملئت ظلماً وجوراً. كانت فلسطين والقدس قضية مركزية وأولوية خمينية منحها الاهتمام والعمل على جهوزية جهادية قادرة على المساندة والمساعدة للفلسطيني المتمسك بقضيته وبتحرير أرضه وحثَ العرب والمسلمين على الانخراط في مشروع القدس وكان نداءه في اعتماد آخر جمعة من شهر رمضان يوماً للقدس دعوة تأسيسية لوحدوية اسلامية تعتمل القضية الفلسطينية في داخلها بطريقة دافعة الى استرداد الحقَ الضائع من أهله مهما بلغت التضحيات وصعُبت طرق المواجهة مع كيان غاصب يملك قوَة الغرب وارادته ومواقفه. لقد كان الخميني سيد القدس والوحدة الاسلامية ولم يدخل الانشقاق والتمزق والتصدَع ومفردات التباغض بين المسلمين خطابه على مرَ فترات نضاله ورحلة جهاده الطويل ..لذا أسَس ثورة اسلامية ولم يصفها يوماً بالثورة الشيعية وأقام الدولة الاسلامية ولم يسميها بالدولة الشيعية وكانت أقواله وأفعاله مرسلة من مضمون اسلامي لا من شأن شيعي وهذا ما جعله قطب أمَة لا رجل ثورة أو مرشد دولة أو رئيس حزب أو جماعة أو طائفة فأحبه السني قبل الشيعي وتعلق به السني قبل الشيعي بل أنه أعاد الروح الثورية لكل الأحرار في العالم بعد أن تاهت بهم سبل الشيع والأحزاب الفرحين بتمزقهم وباصطراعاتهم الداخلية. منذ سبعينيَات القرن الماضي والقدس عاصمة الوحدة الاسلامية وبقيت حتى ممات السيد الخميني ومع رحيله ولدت أزمات التمزَق وتباعد المسلمون فيمابينهم وباتت خلافاتهم تفتك برقاب بعضهم البعض اذ غاب ضامن الوحدة الاسلامية والمسالم لها وضاعت القدس وباتت فلسطين مجرد اسم على حائط في زاروب مخيم من مخيمات اللاجئين وذهبت قوافل القدس الى تجارة وايلاف آخر شبيه بتجارة وايلاف قريش وأصبحت مصر وسوريا والعراق واليمن وباكستان وأفغانستان والبحرين وحيث تواجدت قبائل من الحضر والبدو أقداس الطوائف والملل والنحل وأحزاب قريش الجديدة وساحات حروبها وفخر شهاداتها المبتكرة بفنون وحشية لا مثيل لها في التاريخ البشري. يأتي يوم القدس في سنة ومرحلة نسى فيها الجميع من أهل اللحى طرق ودروب فلسطين حتى الفلسطينيَن أنفسهم تناسوا قدسهم وباتوا توَاقين أكثر الى سلطة فلسطينية مملَعة الهوية وممزقة السمات وتقسمها خطوط تماس حمساوية وفتحاوية أرفع وأكبر من خطوط تماس السلطة مع "اسرائيل" . رحم الله الخميني سيد وحدة أمست أشلأ ممزقة و كلَ شلو منها يدَعي أنه المذهب الممثل للاسلام الصحيح والفرقة الناجية من عذاب أليم. سيد المستضعفين قال للقاصي والداني من أهل الدين والايمان سرَ الى فلسطين ولم يدعو يوماً الى الزحف باتجاهات مقطوعة دروبها عن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين.
الى القدس سرَ
الى القدس سرَعلي سبيتي
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
292
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro