-
خسرت حماس ما ربحته سريعاً أثناء حكم الاخوان لمصر وعادت غزَة الى سابق فقرها في المؤن والاحتياجات الضرورية بعد أن أغلق الجيش المصري الحدود مع دويلة حركة حماس وهدَم الكثير من الانفاق الغزاوية . عندما قال اسماعيل هنية أن الأولوية مصرية وحماس معنية بالمحافظة على مصر الاخوانية كان منسجماً مع منطقه العقائدي الاخواني باعتبار الحركة جزءًا من كيان جماعة الاخوان المسلمين وملتزمة بمنطق السمع والطاعة للمرشد باعتباره ولي أمر الجماعة وطاعته واجبة وجوب الصلاة والصوم . هذا الموقف المبدئي من قبل قيادة حماس خسَرها ثقة أكثرية مصرية كانت تتطلع الى المقاومة الحماسية بحماسة شديدة وكانت بتشكيلاتها كافة أقرب الشعوب العربية للنضال الفلسطيني وخسَرها أيضاً دوراً كان يمكن لحماس أن تلعبه لردم الهوة القائمة بين الاخوان والمصريين باستخدام موقعهم المعنوي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المصرية ولتحقيق استقرار داخلي تنتعش منه الحركة سياسياً واقتصادياً. لقد دخلت حماس باب الفتنة المصرية من خلال مساندة واضحة لشرعية مرسي وهي تقدَم خدمات كبيرة للاخوانيين في مصر وثمَة خوف حقيقي من دخول الحركة بسلاحها وامكانياتها العسكرية الى ساحة الصراع المصري اذا ماتطورت الأمور باتجاه أعلان الجهاد المقدَس على الجيش المصري كما فعل الكثيرون من تيَارات المقاومة عندما ولوَا فوهات بنادقهم الشطر السوري وبذلك تكون المنطقة قدّ وضعت في سياق أولويات جديدة لا مكان فيها لاسرائيل . هل تفعل حماس وتغير هدفها الاسرائيلي بملاحقة أهداف مصرية ؟ حماس تدَعي وعلى لسان قادتها أنها لا تستخدم السلاح خارج الداخل الفلسطيني علماً أن الأجهزة المصرية تتهم حماس بالقيام بأعمال عسكرية أثناء الثورة المصرية الأولى عندما تمَ تحرير سجناء ومعتقلين من بينهم الرئيس المخلوع محمد مرسي من احدى السجون المصرية وبالتالي فان تجربة المقاومة العربية تؤكد قديماً وحديثاً جهوزية تيَارات المقاومة الى المساهمة في اي ورشة ميدانية وفي أي بلد لأن ذلك يندرج في اطار الضرورات التي تبيح المحظورات وهي قاعدة تتقيد بها وبنوازعها التيَارات الاسلامية بصيغها كافة . قدَ يصبح تحرير مصر أولوية بالنسبة لحماس كما كان تحرير اليمن ضرورة قومية بالنسبة للرئيس عبد الناصر كما كان تحرير لبنان مقدَمة لتحرير فلسطين بالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية كما هوحال الجهاديين في سورية سنة وشيعة ممن يرون سورية ضرورة الضرورات ويجب أن توفَر لها كلَ الطاقات اما لاسقاط النظام واما للابقاء عليه . اذاً الأولويات سلماً يتسلقه الجهاديون بالطريق التي تناسب وقع أقدامهم من هنا قد يكون دخول حماس في المحظور المصري امكانية قريبة وليست ببعيدة .