• كيف تنظرون الى قرار الاتحاد الأوروبي وضعَ الجناح العسكري لـ«حزب الله» على لائحة الإرهاب»؟   - الحديث عن القرار بدأ منذ زمن بسبب تصرفات «حزب الله» في لبنان وسوريا ومصر وبلغاريا وغيرها من البلدان. وهناك مجموعة أحداث ارتبطت بالحزب ليس آخرها مشاركته في القتال داخل سوريا. منذ اربع سنوات ونحن نتوجّه الى «حزب الله» ونحذّره من الوصول الى هنا، ومن العزل الدولي، ونبّهناه من الذهاب الى مكان لن يستطيع، أو من الصعب العودة منه.   عندما يتخطى حزبٌ سيادةَ لبنان وقرارات الدولة، يجب أن يتوقّع ردة فعل. في لبنان لم تحصل ردة فعل مباشرة لأنّ الطرف الآخر، أي «نحن» مصرّون على عدم امتلاك السلاح، وأن لا نواجه السلاحَ بالسلاح.   • لماذا تواجهون والسلاح لم يتوجّه إليكم يوماً؟   - سلاح «حزب الله» توجّه الى الداخل في 7 أيار، وقد أدّى تراكم تعاطي الحزب الخاطئ على مدى ست سنوات الى ما وصلنا اليه اليوم. نحن قلنا إنّ هذا القرار سيدفع ثمنه جميع اللبنانيين وليس فقط «حزب الله»، ولا نستطيع الاستمرار على هذا النحو. هناك مجموعة أحداث حصلت لا تبشر بالخير، من تفجير الضاحية الى أحداث صيدا وطرابلس وعرسال، وبالتالي آن الأوان لنبحث في تغيير سلوكنا وطريقة تعاطينا ونتطلع الى طريقة حماية بلدنا. ففي لبنان خط معتدل نعمل على جرّه الى التطرف من خلال سلوك البعض.   • لكنّ الجماعات التكفيرية ليست وليدة اليوم؟   - في لبنان، نشأت هذه الحالات كردة فعل على تصرف «حزب الله»، وعلينا تحصين بلادنا من التكفيريين، وهذا لن يحصل إلّا بتعاوننا بعضنا مع بعض. ليجتمع «حزب الله» وحركة «أمل» وتيار «المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» و«الكتائب» والجميع، ولنتّحد لمواجهة التكفيريين، لأنهم لن يستهدفوا فقط الطائفة الشيعيّة بل سيستهدفون الاعتدال السنّي والمسيحيين أيضاً. من مصلحة «حزب الله» والرئيس نبيه برّي أن يضعا أيديهما في يد الاعتدال السنّي لمواجهة التكفيريين وليس ترك الساحة لهم للسيطرة على الطائفة السنيّة.   • هل يعتبر الكتائب «حزب الله» إرهابياً؟   - «حزب الله» جزء من المجتمع اللبناني، لكن لديه تصرفات خاطئة من الطبيعي أن يعتبرها البعض إرهابية، من خلية تايلند الى أحداث بلغاريا، الى اتهام المحكمة الدولية وقراره الدخول في الصراع السوري وإرسال خمسة آلاف عنصر للقتال في سوريا وغيرها.   • لكنّ السيد حسن نصرالله قال لكم لماذا أخذ هذا القرار؟   - قال، ولم يُقنعنا. ما نطمح اليه اليوم هو أن يجلس اللبنانيون الى الطاولة ويفكّروا جدياً كيف نحمي بلدنا ونبني دولة يطمح إليها الجميع، لجهة تطوير النظام السياسي ومعالجة مسألة السلاح، والإفادة من قدرات «حزب الله» تحت سلطة الدولة وقرارها، وبناء الاقتصاد والسلم الأهلي. فقد حان الوقت لمناقشة كلّ هذه المسائل جدياً لا أن ندفن رؤوسنا في التراب ونقول إنّ هناك مؤامرة عالمية علينا.   • كيف يمكن التصدّي لقرار الاتحاد الأوروبي؟ وألا تعتقدون أنه يندرج ضمن الخطة الأميركية - الإسرائيلية لاستهداف «حزب الله» والنيل من سلاحه؟   - يعود للحزب وحده قرار الخروج من هذه الأزمة. على الصعيد الداخلي عليه اتخاذ خطوات عملية لإعادة اللحمة بين اللبنانيين. وعلى الصعيد الإقليمي، عليه الانسحاب من القتال في سوريا، وعلى الصعيد الدولي، استعادة مصداقيته تجاه المجتمع الدولي.   هذا القرار ليس عادياً ولا يمكن الاستخفاف به، فهو بالتأكيد سيؤذي لبنان، وعلى كل طرف تحمل مسؤولية أعماله. جميع اللبنانيين يريدون التحاور والتعامل مع «حزب الله» ولكنه يستخف بالأمور، وإذا بقينا نسلك هذا الاتجاه، سنذهب الى المزيد من التأزّم.   • هل أنتم مع التجديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي من خلال قانون وزارة الدفاع؟   - نحن مع التمديد لقائد الجيش، ولكن ليس من خلال تمديد سنّ التقاعد. نحن مع التمديد لظروف استثنائية فلا يجوز أن يطاول الفراغ هذه المؤسسة الوطنية، وبالتالي فلنسلك طريقَ التمديد مباشرة ونذهب الى مجلس النواب ونمدّد استثنائياً لقائد الجيش الذي نعتبره حاجة في هذه المرحلة.